الجمعة، 29 أكتوبر 2021

امي

امي، اسبوعين مرا على رحيلك، اخبرني ابي انك تقربت من سر الشركة المقدس في اليوم الذي مرضت فيه مرضك الاخير.
كان يوم الاحد، وقد حكى لي ابي انك ترددت. وربما كان ترددك بسبب تكرار تقيؤك في الفترة الاخيرة من مرضك. دام وجودك في العناية المركزة 11 يوما؛ من الاثنين ٤ اكتوبر حتى رحيلك يوم الخميس ١٤ اكتوبر الساعة الواحدة ظهرا.
طلبت التناول وانت في المستشفى ولكن بسبب عدم قدرتك على البلع ترددنا، وحرمناك الزاد الاخير.
رحيلك علمني درسا. كنت اخشى الموت قبلا، ولكن هذا تغير الآن بعدما رأيتك ترقدين بسلام. تقطعت انفاسك للحظات ثم صعدت روحك الى احضان المسيح. فهنيئا لك بالراحة الحقيقية.

قالوا لي لما تكتب عن الاموات، اكتب عن الحياة مهما كانت صعبة. ما نريد ان نموت مرتين!
انا اخالفكم الراي!
نحن حينما نكتب عن الذين ماتوا نحييهم و نهزم الموت فيهم. ونمجد الانسان و تجربته.
لماذا يجب ان يرحلوا في صمت و كأنهم لم يكونوا، وكانهم لم يمروا بنا او يمروا فينا؟!
انه اخر عمل حب نقدمه لهم. اقل شئ هو الاعتراف و الامتنان لما قدموه من حب لنا.
 لن اتوقف يوما عن الكتابة عنهم.
هؤلاء الذين مروا من هنا!
هؤلاء النجوم الذين يضيئون كالكواكب الى ابد الابدين.