كانت هناك قرية ساحلية اهلها دائما مختلفون في الراي، هاجمهم يوما عدو قادم من جهة البحر.
تعارضت اراؤهم فيما يجب ان يقوموا به، ولما كانوا ﻻ ينفقوا اﻻ على امر واحد، وهو طاعتهم العمياء لكاهن الههم ابولو، ذهبوا عن بكرة ابيهم ليطلبوا رايه، لم يكن احدهم من قبل نظر من قبل ذلك الكاهن الذي يقدسونه، وانما كانوا يعتقدون انه يسكن في كهف باعلى جبل وعر، من المستحيل صعوده. قابلهم في السفح خادمه فعرضوا عليه اﻻمر لينقله للكاهن. غاب الخادم في سراديب الجبل بعد ان وعدهم بالرد.
بعد 3 ايام ظهر الخادم فتصارعوا وتدافعوا وتزاحموا حوله حتى داس بعضهم بعضا. وقف الخادم على صخرة عالية ورفع يده فظهر كم جلبابه العريض. حينئذ ساد صمت رهيب بين الجموع. وهنا ازاح الخادم عمامته للخلف قليلا وقال بصوت وقور اجش وهو يضغط على كل حرف في عبارته: تسكن اﻻلهة دائما داخل الجدران الخشبية.
دلف الخادم الى سردابه بين هتاف الجموع واستبشارهم وموافقتهم الجماعية الجارية ﻻول مرة.
بعد دقائق قطع الصياح صوت واحد منهم يقول: الم اقل لكم ان خير وسيلة تحفظ لنا حياتنا هي القوة، هيا اذن نعد سفننا الحربية المصنوعة من الخشب فقد وعدتنا اﻻلهة بانها تسكن فيها لتعطينا قدرة اﻻنتصار.
وهنا صاح فيه صوت اخر بحدة يقول: اه منكم ايها الملحدون حتى متى تعوجون الحق كابائكم؟ لماذا ﻻ تعون بعد ان خير وسيلة تحفظ لنا حياتنا هي المسالمة؟ اﻻ تطيعوا صوت اﻻلهة فتدخلوا اكواخكم الخشبية بعد ان وعدتكم اﻻلهة انها تسكن فيها معكم، لتعطيكم الحماية واﻻمان؟
وهنا اختلفوا من جديد، انما على ما اتفقوا عليه، وهو ان اﻻلهة تسكن دائما داخل الجدران الخشبية.
مقتبسة بتصرف كبير من التاريخ اﻻغريقي اثناء هجوم الفرس عام 480 ق. م
عن كتاب: 178 قصة للاذكياء فقطط، القس بيشوي صدقي