٣ اشياء ننتظرها:
اولا- رجاء مبارك:
"منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح،. (تيطس ٢: ١٣).
هذا الرجاء المبارك، لان رجاء العالم يمتزج بالشقاء واللعنة منذ ان لعنت الارض بسبب المعصية الاولى.
مبارك لان نصدر البركة هو الله الذي وعد ابونا ابراهيم اب كل المؤمنين .. وهذه البركة كانت للامم ايضا بحسب شهادة الكتاب. اذ قال "ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض، من أجل أنك سمعت لقولي».. (التكوين ٢٢: ١٨). ونباحظ ايضا انها لم تكن في شخص ابراهيم ذاته بل في شخص نسله، وليس النسل بمعنى كل النسل، لان هذا لن يحدث، فالبشر منهم الابرار ومنهم الاشرار، بل اننا نقول بحسب تعليم الكتاب انهم كلهم خطاة "الجميع اخطاوا". اذن هذه البركة من شخص واحد فقط هو الرب يسوع.
وما اجمل العبارة "وتكون بركة"! فهل يتبارك العالم بنا، وهل تزول اللعنة الاولى من خلال علاقتنا بالرب يسوع. قيل عن الصديق "بركات على رأس الصديق، أما فم الأشرار فيغشاه ظلم.. (الأمثال ١٠: ٦). وقيل ايضا "ببركة المستقيمين تعلو المدينة، وبفم الأشرار تهدم.. (الأمثال ١١: ١١).
ويحذر الرسول من ان نكون سببا في لعنة وليس بركة فيقول "ملاحظين لئلا يخيب أحد من نعمة الله. لئلا يطلع أصل مرارة ويصنع انزعاجا، فيتنجس به كثيرون.. (العبرانيين ١٢: ١٥).
ثانيا: انتظار مجئ الرب:
"منتظرين وطالبين سرعة مجيء يوم الرب، .. (٢ بطرس ٣: ١٢). يمزج هنا بين الانتظار والتلهف والشغف. فهو ليس انتظارا مملا، او مصحوبا بفتور.. بل بحرارة وتوق. كانت تحية المسيحيون الاوايل (ماران اثا) اي الرب ات.
حتى اننا نرى خاتمة انحيل يوحنا يقول انه حين قال يسوع لتلميذه يوحنا :«إن كنت أشاء أنه يبقى حتى أجيء، فماذا لك؟ اتبعني أنت!».. يقول:
"فذاع هذا القول بين الإخوة: إن ذلك التلميذ لا يموت. ولكن لم يقل له يسوع إنه لا يموت، بل:«إن كنت أشاء أنه يبقى حتى أجيء، فماذا لك؟».. (يوحنا ٢١: ٢٣). اذن فهم التلاميذ قول الرب بطريقة خاطئة.
وقد عالج الرسول هذه الجزئية، حين وجد اناس تركوا اعمالهم "لأننا نسمع أن قوما يسلكون بينكم بلا ترتيب، لا يشتغلون شيئا بل هم فضوليون.فمثل هؤلاء نوصيهم ونعظهم بربنا يسوع المسيح أن يشتغلوا بهدوء، ويأكلوا خبز أنفسهم.. (٢ تسالونيكي ٣: ١١، ١£)
ثالثا، انتظار الرحمة:
" منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية.. (يهوذا ١: ٢١). يشبه ذلك شخص قيل له في يوم الدينونة ، فصرخ في فزع عفوي وتلقائي"رحمتك يا رب". فقال له الملاك، لانك طلبت رحمة الرب ، فالرب استجاب، مسموح لك بالدخول الى السماء.
وهناك قصة اخرى عن احدهم، قيل له نفس العبارة فقال، "لا، مستحيل، اريد فرصة ثانية". ولكن جاءه صدى صوت الاب الكاهن بصلي على جثمانه اوشية الراقدين (افتح له يا رب باب الفردوس). ولكنه وجد ان الرب استجاب له وعاد الى الحياة، ولكنه وقع في حيرة بين ان بكون قد ذهب الى الفردوس بشفاعة الاب الكاهن ، او ان الرب استجاب لطلبته واعطاه فرصة ثانية ليعود الى ارض الشقاء، ليعود ليقدم توبة.
وهناك قصة ثالثة عن شخصين، احدهما يعرف المسيح، والاخر بعيد عنه. وعند انتقال روحيهما تلاقيا في الهواء، كانت ثيابهما ملطخة ببقع سوداء. وبناءا على ذلم لم يسمح لهما بالدخول الى السماء ، فصرخ الاول يا رب يسوع، وفي الحال نقطة من دم المسيح سقطت على ثوبه فابيض كله. حينئذ بابتهاج صرخ الاول لصديقه الثاني وقال له اطلب من يسوع كما فعلت، ولكنه وجد انه غير واع، وكأنه لا يسمع الاسم ولا يعرف ان ينطقه. خلص الاول وهلك الثاني.