موضوع اليوم: الايمان بالمخلص
الاية المفتاحية:
"انكم رأيتموني ولستم تؤمنون"(يو٦: ٣٦).
النبوات:
(الامثال ١٠: ٣٢- ١١: ١٣):
بعقد الحكيم المقارنة بين الحكيم والبار وبين الجاهل والشرير. مثلا في مجال خطايا اللسان يقول "بالفم يخرب المنافق صاحبه، وبالمعرفة ينجو الصديقون".
"الساعي بالوشاية يفشي السر، والامين الروح يكتم الامر".
اشعياء ٥٨: ١- ١١
يقول الله على فم نبيه مخاطبا شعبه، انهم بتظاهرون بالتقوى والايمان فيقول عنهم "إياي يطلبون يوما فيوما، ويسرون بمعرفة طرقي كأمة عملت برا، ولم تترك قضاء إلهها. يسألونني عن أحكام البر. يسرون بالتقرب إلى الله.. (إشعياء ٥٨: ٢). ولكن باقي الاعداد تثبت عكس ذلك فهم " للخصومة والنزاع تصومون ولتضربوا بلكمة الشر". حينئذ يبدأ يشرح لهم كيفية الصوم المقبول كوسيلة للتوبة ، فالايمان يجب ان يصاحبه سلوكا يعبر عنه. فالسلوك الحسن ثمرة للايمان المستقيم. وفي نهاية القراءة يبدأ النبي في تشجيعهم بتصوير ثمرة التوبة والصوم الذي مارسوه. وهذا الترتيب الءي وضعته الكنيسة مناسب جدا ونحن في منتصف الاسبوع الاخير من الصوم. فانها تكشف لنا عن ثمرة الصوم.
ايوب٤١
للمرة الثانية يتحدث الله مع ايوب ويبدأ حواره معه هذه المرة بتلك الكلمات الرقيقة معاتبا له فيقول "هل يخاصم القدير موبخه ام المحاج الله يجاوبه؟" اي انه لا الله سوف يخاصمه، ولا ايوب نفسه يقدر ان يجاوبه.
ثم يبدأ في ذكر عديد من الامثلة لاقناعه بانه لن يربح هذا الحوار، لانه لن يستطيع الاجابة ولا على سؤال واحد (انظر حوار ايوب مع الله). والأسئلة هي ، هل لايوب القدرة على فرض العدل في الارض وانصاف المظلومين ومعاقبة الاشرار الظالمين، او على الاقل وضع حدا لظلمهم؟ ثم يشرع يذكر مثالين ليبرهن على صحة كلامه. هذين المثالين هما من المخلوقات، بهيموث ولوياثان، وهما بمسميات اليوم فرس النهر، والتمساح. ولماذا اختار هذين بالذات؟ انهما يرمزان لابليس، المظهر الاول القوة والوحشية كبهيموث، والمظهر الثاني التسلل والخبث والمكر. وبعبارات بليغة يبدأ الكاتب في وصف قوة الحيوان الاول. انه يستعرض قوة ابليس لا لنخشاه ونرهبه، ولكن لنعرف عظمة الله وندرك قوة الله الذي اعطانا السلطان ان ندوس علي قوة العدو. بالمثل يستعرض مكر ابليس الذي هو "ملك لكل بني الكبرياء"(ع٣٤).
مزمور باكر ٥٦:١:
المرنم يعتصم بايمانه بالله. "بظل جناحيك اعتصم الى ان يعبر الاثم"
انجيل باكر (لو١٤):
ان في الامور الارضية يستخدم الانسان عقله لحساب الربح والخسارة قبل الاقدام على اي عمل. افهل في امر خلاصه ومصيره الابدي يتركه بدون تدبر. يقول الحكيم ' قلب الانسان يتفكر في طريقه والرب يهدي خطواته'. هنا تعلمنا الكنيسة ان ايماننا بالله كمخلص ليس معناه ان نسلك بتواكل، فنسلك بحماقة كمن يبني بيتا دون ان يكون معه مالا لاكمال البناء. او ملكا دخل معركة دون أن يكون لديه القوة للصمود في المعركة. في الحالتين يخسر الانسان، ويكون ما اقدم عليه سبلا للخسارة لا للربح، للدمار لا للبناء. فعدم البناء افضل من بناء ناقص. والتصالح ودفع جزية افضل من الهزيمة في المعركة.
البولس (رو١٠: ٤-١٣):
تعلمنا الكنيسة ان الهدف من الايمان هو نوال بر المخلص. لان "كل من يدعو باسم الرب يخلص'
الكاثوليكون (يع١: ٢١):
ان الايمان المستقيم يجب ان يصاحبه سلوكا حسنا. فالذي يخطئ ويقول ان الله " جربني"، فالله غير مجرب بالشر ، وبالتالي فهو لا يجرب احدا بالشر. وانما سقوطنا في الشر هو نتاج وثمرة لشهوة دفينة في القلب.
الابركسيس (اع١٩:٢٦):
نرى هنا ما فعله ديمتربوس الشرير، من أنه من اجل ربح مادي تآمر للحفاظ على عبادة وثنية من الاندثار.
مزمور القداس:
هو نفسه مزمور الامس وتزيد عليه هذه الكلمات "انا عارف باثمي".
انه يعلن ان كل البشر خطاة وانهم يعرفون في قرارة انفسهم انهم بحاجة الى التطهير، يحتاجون الى المخلص الذي يبررهم.
انجيل القداس (يو٦):
فالمخلص يعلن انهم رأوه ومع ذلك لم يؤمنوا.
ليس سبب عدم ايمانهم عدم الرؤية، فقد راوا بر المخلص ورأوا معجزاته وافحمتهم كلماته وابهرتهم تعاليمه.
فان كانت الكنيسة تعلمنا عن الايمان فهي تعلمنا ان العيان ليس سببا ابدا للايمان. انما هو في الاول عطية الهية " لا يقدر احدا ان بقبل الي ما لم يجتذبه الاب".
"ويكون الجميع متعلمين من الله" هنا ليس مصدر التعليم كلام الحكماء.. انما هو من الله مباشرة.
"فكل من سمع من الاب وتعلم يقبل الي".
هنا اوضح السيد معني "يجتذبه الاب"، فاجتذاب الاب ليس عملا سلبيا، انما هو حركة ديناميكية بين الانسان والله. هذه الحركة تبدأ بالمسيح الذي يعلن لنا ويعلمنا عن الاب، ثم قبول الانسان للتعليم، ومن ثم قدومه للمخلص، هذا هو اجتذاب الاب. ولكنه يقول "كل من سمع من الاب وتعلم" فهل هو تعليم الاب ام الابن؟ في الحقيقة لقد قال المسيح قبلا "انا والاب واحد.. انا في الاب والاب في'.
موضوعات ذات صلة: