بمعونة الله هذه بداية سلسلة من المقالات عن التوازن المطلوب في الحياة. التوازن عكسه التطرف في اي اتجاه. وقد جاء في التقليد الابائي تعاليم بخصوص الضربات اليمينية واليسارية. وجاء ايضا البول الشهير " الطريق الوسطى خلصت كثيرين".
اولا- ين الاعلان والكتمان:
يقول الحكيم "الساعي بالوشاية يفشي السر، والأمين الروح يكتم الأمر"(الأمثال ١١: ١٣). هنا الاعلان هو نوع من الوشاية وافشاء الاشرار، بينما الكتمتن هو امانة وحفظ السر.
وفي المجال الروحي تحدث الرب عن اسرار الملكوت وانه يعلنها لفئة دون فئة، فئة البسطاء وبكتمها عن الحكماء. يقول الرب يسوع "انتم ملح الارض". انظر كيف يشدد الرب يسوع على اهمبة دورنا في الكرازة، بحيث انه لا يجب ان نحتفظ بابماننا لانفسنا بل نعلنه للاخرين والا "ان كان الملح لا يملح فلا قيمة له يداس من الناس".
وفي نفس الوقت يوصينا الرب يسوع قائلا "لا تعطوا القدس للكلاب ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير". ويقول الرسول "نتكلم بحكمة الله في سر. الحكمة المكتومة ..".
يقول الحكيم ايضا "لا تجاوب الجاهل حسب حماقته لئلا تكون مثله. بل جاوب الجاهل بما ينقض جهله لئلا يظهر حكيما في عيني ذاته"(ام٢٦: ٤ و٥).
هنا التوازن بين الجواب وعدم الجواب، وبالتالي الاختلاف في كيفية الجواب او اسلوبه، تبعا لاختلاف طريقة الجاهل في السؤال. هل هو سؤال استفساري ام استفزازي، كما ان الاختلاف راجع لرؤية مسبقة او استقراء وتوقع لنتيجة ما نفعله ورد فعل الطرف الاخر. فاذا كان جوابنا سيقودنا الى ان نشابه الجاهل او في نفس مستواه فالافضل الا تفعل لئلا نعادله. علينا ان نعرف ان (ليس كل ما يعرف يقال..). فان كنا نرى انه لا عائد او ثمر مما نفعل، فلماذا نفعله؟!