رب ، أجعلني أعرف تواضعك حتى لا أخاف أمام عظمتك ، وأجعلني أعانق تواضعك حتى أتوق إلي علاك . اعطني أن أتوق إليك يا من تأتي ، رغماً عني غافراً لمن يتوقون إليك : إن لم أشأ أنا فأنت آت وكيف أكشف لك عن رغبتي هذه ؟ إن عشت عيشة صالحة وخيرة.
لا تدعني أبحث عن غبطتي في الأيام السالفة ، ولا تدع اليوم الحاضر يقيدّني ، بل أجعل شبابي يتجدد كالنسر باستمرار . أنا عالم يا رب بأن شبابي لن يتجدد إلا إذا ساعدتني وحطمت ماضيّ الأثيم.
ساعدني لئلا تصُمَ أذناي عن سماع كلمتك وتلهوان بحلاوة حياتي الماضية . أني أشكو منك يا من تحفظني ، بفضل ما تضع أمامي من صعوبات مختلفة . ساعدني لكي أصير صالحاً يا من لا تبخل على بالعصا ، اليوم لترفعها عني يوم الدين.
اللهم لا تناقدني في القضاء ، وآيا كان بري فسوف تقيسني بمقياس غناك فيظهر كل ما فيّ من شر.
يطيب لك أن تدعوني صديقاً وإن اعترف بأني خادم لك : محتاج أنا إلي رحمتك ، لقد هربت وها أنا أعود باحثاً عن السلام ، ولست أهلاً لأن أدعي لك إبناً.
لا أريد أن أتناسى أعمالي وأتجاهل خطاياي ، ناظراً إلي خطايا الآخرين ، متظاهراً بإخراج القشة من عين أخي تاركاً الخشبة في عيني ، خطيئتي أمامي في كل حين وليست ورائي.
أستجب لي ولا تستمر في محاكمتي ، لا تطالبني بجميع ما رسمت لي وفرضت على ، لأنك لو دخلت معي في المحاكمة لو وجدتني مذنباً.
أنا أحوج إلي رحمتك منى إلي قضائك الصريح .
إني أسألك الرحمة يا من لا يتبرر حيّ أمامك.