فرح الاشرار: فرح الكفرة ليس بفرح : أصغ إلي قول النبي أشعياء {لا سلام للمنافقين قال الرب}"أشعياء21:57". فصدّقه . ما هو فرح الكفرة؟ أنهم يفرحون بالإثم والعار والرذيلة والقبْح الخلُقي ، بهذا كله يفرحون . أجل ، بأي شيء يفرح الكفرة ؟ إنهم يفرحون بالرذيلة التي لا عقاب عليها ، يعيش أناس في الفسق والزنى وترهات المسارح والسكر ويتلوثون بكل ما يخجل ويرفضون كل تجربة : ذاك هو فرح الكفرة.
لا جوع ولا حرب ولا مرض ولا ضيق ، يعتبره الكفرة عقاباً على جرائمهم ، ولأنهم يتمتعون جيداً براحة في جسدهم وطمأنينة في فكرهم العاطل ، فذاك هو فرحهم .
بداية الاشرار ونهايتهم :ـ بيد أن الله لا يفكر بمثل ما يفكر به الإنسان : شيء هو تفكر الإنسان وآخر هو تفكير الله . بداية الكفرة خالية من التبصر ونهايتهم ندامة ، جميع أعمالهم إلي الهلاك ولا ثمار لهم ، قيمة أعمالهم باقية إلي زمن ثم يتساءلون فلا يجدون شيئاً مما عملوا وإليك ما يتحدثون به : أي نفع لنا من الكبرياء ؟ وما فائدتنا من الأموال المكدسة والثروات المجموعة؟{كلها تمر كالظل}"حكمة8:5".
وفي خضم هذه الحياة وتجربها يتأملون بما تصبو إليه نفوسهم بجشع أرعن ، بيننا العالم ينشط وراءك ليجذبك إليه ؛ ويصخب بقوة ، خلفك ، ليجعلك تضعُ رجاءك في ما يزول ، ثم تحاولُ أن تستريح فتهلك معه .
كم من حركات يقوم بها العالم ليسلخ قلبك عما يعدك به المسيح ! ولمَ هذا الغليان أيها العالم الفاسد؟ إنك تحاول أن تستميلنى إليك ، أنت ذاهب إلي الهلاك ممسكاً بي ، ماذا تعمل لو اضطررت أن تبقي؟
ماذا تحب في الطعام ؟ إنك تقدم طعاماً مراً لمن لم تستطيع أن تخدعه . يا رجل ، العالم في هيجان ، وأنت تحبه؟ ماذا تصنع لو كان هادئاً ؟ وكيف تستمسك بالجمال إن كنت تحب ما هو قبيح ؟ وكيف تقطف زهوره ويداك لا تزالان عالقتين في أشواكه ؟
عطية العالم وعطية الله :ـ ألا تريد أن تترك العالم ؟ العالم يتخلى عنك وأنت تتبعه أتجه إلي الرب إلهك وقل للعالم : لماذا تلاطفني ؟ إن ما أحبه هو أحلي ممَّا تعدني به ، تعدني باللذة الأرضية فالله أحلي منها . وتعدني بالكرامة والمجد العالمي ، فملكوت الله أسمي منها . وتعدني بكل أثيم فيَّ وفضوليّ وباطل ، حقيقة الله وحدها لا تضل .
إن كنت عظيماً فأعظم منك صانعك.
وإن كنت جميلاً فأجمل منك صانعك.
وإن كنت جذاباً فأطيب منك صانعك.
وإن كنت شريراً فصالح هو خالقك.
العظمة في رحمة الله هي أنها لا تترك الآثم بلا عقاب ؛ وها أننّا نراه يضرب بعصا تأديبه ، كيلا يضطر في النهاية إلي المعاقبة في جهنم .
العظمة في رحمة الله هي أنها لا تترك الآثم بلا عقاب ؛ وها أننّا نراه يضرب بعصا تأديبه ، كيلا يضطر في النهاية إلي المعاقبة في جهنم .