الأحد، 18 سبتمبر 2011

في واجب السماع للكنيسة


 إن قانون الإيمان يذكر الكنيسة المقدسة ، فوراً ، بعد الروح القدس . إن نظام اعترافنا السوي يفرض على الكنيسة الخضوع للثالوث كما يخضع البيت لساكنة ، والهيكل لله ، والمدينة لبانيها.
وهذه الحقيقة لا يجوز أن تحظي بالقبول فقط لدي هذا القسم من الكنيسة الذي لا يزال على الأرض مسافراً يسّبح اسم الرب من مشرق الشمس حتى مغربها . وينشد ، بعد الأسر ، نشيداً جديداً ، بل يجب أن تحظي بقبول من هم في السماء ، إلي الأبد ، متحدين بالله الذي أسس الكنيسة وحماها من كل شر.
إن هذه الفئة تتمتع بسعادة الملائكة القديسين ، وتعضد ، ما استطاعت ، جماعتها التي تتابع سفرها على الأرض ، لأن نصيبها في المستقبل إلي الأبدية . وفي الوقت الحاضر ترتبطان برباط المحبة المقامة تمجيداً للإله الواحد . ومن ثم فلا الكنيسة بأسرها ولا جزء منها يرضي بأن يكون موضوع إكرام كإكرام الله ولا بأن يقارن بين الله وهيكله المبني من آلهة صنعهم الله غير المخلوق.
ولهذا لو كان الروح القدس مخلوقاً لا خالقاً لحُقّ له أن يكون خليقة عاقلة إذ هو أسمي المخلوقات. 
وبما أن يختص بالكنيسة التي في السماوات ؛ فلا يقدَّم في قانون الإيمان على الكنيسة . قد لا يكون له هيكل؟ وقد يكون هو عينه هيكلاً ؛ بيد أنَّ له هيكلاً يقول عنه الرسول{ألا تعلمون أنكم هيكل وإن روح الله حالّ فيكم "1كور6:3"}.
وبالتالي ، فالله آب وابن وروح قدس يسكن في هيكله ، وهو الذي قال عن جسده المركب من أعضاء الكنيسة التي صار رأسها . ناقضاً الأولوية في الكل{انقضوا هذا الهيكل وأنا أعيد بناءه في ثلاثة أيام}"يو19:2}.
وعليه فإن الكنيسة المقدسة الجامعة في السماء وعلى الأرض هي هيكل الله الثالوث الأقدس.
أحبَّ الكنيسة الكاثوليكية ، أحبَّ كنيسة المسيح حتى إذا ارتبطت بها بالمحبة وتمتعت بالاسم والإيمان الكاثوليكيين أخذت الروح القدس.
ثقْ بأن تأخذ الروح القدس : وبقدر ما يكون إناء الإيمان الذي تقدمه إلي الينبوع كبيراً بقدر ذلك يملأه لك.
أحبّ الرب إلهك وأحبَّ كنيسته : أحبه أباً وأحبها أماً ، أحبَّه رباً وأحبَّها خادمةً لأنَّك ابن أمته. محبة عظيمة توحد هذا الزواج.
لا أحد يحتقر الواحد ويستحق المكافأة من الآخر . ولا أحد يقول : صحيح أني أخطأ إنما لا أترك كنيسة المسيح تتعلق بالأم وتحتقر الأب.
ولا أحد يقول : أنا لا أخطأ لكني لست في الكنيسة : وأيّ نفع لك من مرضاة الأب الذي ينتقم للأم المهانة.
وأي نفع لك من الاعتراف بالرب وعبادته والتبشير به ومعرفة ابنه والإقرار بأنه جالس إلي يمين الأب بينما تجدف على كنيسته ؟ أر تجد عبرة لك في زواج بشري؟
هب أن لك صديقاً قديراً تزوره كل يوم مكرّماً وتضحي في سبيله كثيراً ؛ فهل تجسر أن تدخل بيته بعد أن تتهم زوجته بذنب ما؟ ما أكثر الذين أرادوا أن يرتفعوا خارج الكنيسة الكاثوليكية ؛ وإذ كانوا متمسكين بمراكزهم أبوا أن يعرفوا الحقيقة! لو كان الروح القدس في قلوبهم ألا يتخلون عن مراكزهم ويقبلون إلي الكنيسة ليجدوا فيها درجات يرقون عليها من فضيلة إلي فضيلة واضعين رجائهم كله بالمسيح دون أي إنسان أخر؟  
وإذا انفصلت عن الكنيسة الكاثوليكية وظننت أن حياتك خلو من كل شائبة فلن تحيا لأنّ غضب الله يحل عليك وقد خرجتَ عن وحدة المسيح.
عشْ في الكنيسة حياة صالحة فلا تؤذيك أخطاء الآخرين طال ما أن لكل إنسان مسؤولية خاصة.
حافظ على الوحدة ، لأن من عاش خارجاً عنها ، ولو عمل العجائبَ فهو كل شيء.
في الوحدة كان الشعب الإسرائيلي ولم يصنع عجائب .. وخارجاً عنها كان مجوس فرعون وعملوا ما يشبه أعمال موسى.
بطرس الرسول أقام ميتاً وسيمون الساحر صنع معجزات كثيرة ، وكان آنذاك مسيحيون كثيرون ما استطاعوا أن يعملوا لا نظير بطرس ولا نظير سيمون . ولماذا كانوا يفرحون إذاً؟؟
لأن أسماءهم قد كتبت في السماء.
بطرس طرد الشياطين . ولا أدري إذا كان إنسان أخر أو أيّم عجوز فازا بالإيمان الكامل والمحبة لا يعملان نظير بطرس؟
بطرس في الجسم عين وهذا في الجسم إصبع ، الإصبع هي من الجسم ذاته الذي منه بطرس ، ومع أن الإصبع ليست مقطوعة من الجسم فلا تستطيع أن تقوم بما يقوم به الرأس. خيرُّ له أن يكون إصبعاً في الجسم من أن يكون عيناً خارج الجسم.