لا تدخل القرية.. ولا تقل لاحد في القرية
(مر8:22-26)
شفاء اعمى بيت صيدا. وهذه المعجزة هي الوحيدة التي تممها السيد على مرحلتين والسبب في ذلك هو عدم ايمان الشخص نفسه في الشفاء.
فاخذ بيد الاعمى واخرجه خارج القرية.. قرية بيت صيدا هي قرية صب عليها المسيح الويلات (مت11: 20 و21). قد يقول البعض انه اخرجه بعيد عن الزحام... حتى ينفرد به.. حتى يكون شخص المسيح هو اول من يراه.
المسيح قادر ان يشفي بكلمة فلماذا وضع تفلا وطينا في عينه؟ المسيح قادر ان يشفي بالزيت او التراب او التفل .. كل وسائط الشفاء بلا قيمة لان سر الشفاء فيه وحده.
ولما هذا التدرج في الشفاء؟
حتى يشعل الرغبة فيه في الشفاء. ولكي تتحقق هذه الرغبة يلزم الايمان. فمن مراحم الرب انه قاده الى منابع الايمان. اذ انه "وضع يديه على عينيه وقال له تطلع فعاد صحيحا.
ارسله الى بيته .. القرية ترمز الى العالم. ان بيت صيدا رفضت المسيح وما عادت تستحق ان تسمع المخلص او تراه مرة اخرى، او حتى يرسل لها برسالة او دعوة للايمان عن طريق هذا الاعمى الذي شفي. انهم قد راوا كثيرا وسمعوا كثيرا ولم يتوبوا.. وها قد فاتهم زمن التوبة كما قيل عن عيسو "انه لم يجد للتوبة مكانا في قلبه مع انه طلبها (اي البركة) بدموع".