قراءات يوم الاثنين ٢٦ يوليو، ١٩ ابيب.
تذكار: استشهاد القديس الانبا بضابا اسقف قفط وابن خالته القس اندراوس. ويوجد دير الانبا بضابا بين بهجورة و نجع حمادي وله مذبح بدير الشهداء باسنا والذين نحتفل بذكرى شهادتهم البوم ايضا.
مزمور عشية
(مز٤: ٣، ٤, ٧ ,٨):
"اعلموا ان الرب جعل قدوسه عجبا". وفي طبعة بيروت تأتي "الرب ميز تقيه". وهي نفس المعنى الا ان العرجمة القبطية اقوى، فالرب يجري عجائب على يدي مسبحه. «الرب قد ميَّز تقيه» (الذي يتقيه له مكانة خاصة عنده وامام الناس). ومَنْ يتكلون على الرب هم «كحدقة عينه» (زك8:2). وأسماؤهم منقوشة على كفَّيْه (إش16:49). بل ان الرب يستجيب صلاتهم "طلبة البار تقتدر كثيرا في فعلها" وهذا واضح من العدد التالي مباشرة "الرب يستجيب لي اذا ما صرخت اليه".
"قد ارتسم علينا نور زجهك يا رب". وهذا العدد يتضح من مقارنته بالمقطع الاول وهو غير وارد هنا لانه يتحدث بلسان الاشرار فهم يقولون "«من يرينا خيراً؟» كأنهم لا يرون الخير ولا يعترفون بوجوده ذلك لأنهم يعيشون ووجه الرب لا يشرق عليهم. هم الجالسون في الظلمة وظلال الموت. وبالحقيقة فان الشهداء كانت وجوههم مشرقة بنور سماوي وتم فيهم قول المرنم هنا وايضا قوله "نظروا إليه واستناروا، ووجوههم لم تخجل.. (المزامير ٣٤: ٥).
"اعطيت سرورا لقلبي". رغم الالام والعذابات الا ان الشهداء كانوا يتمتعون بسرور داخلي.
انجيل عشية
(مت١٠: ٢٤-٣٣):
يتحدث الفصل عن الالم والشهادة للرب رغم الاضطهاد. ينبغي ألا يخاف التلاميذ من غضب الناس المهلك. فأسوأ ما يمكن أن يفعله الناس هو أن يقتلوا الجسد. وموت الجسد ليس أكبر مأساة يواجهها المسيحي.
"ولكن من ينكرني قدام الناس أنكره أنا أيضا قدام أبي الذي في السماوات. قوله "أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضاً". إن كنا نرفض أن نعترف بالمسيح الآن كمخلّص ورب, فإنه سينكرنا في يوم الدينونة.
مزمور باكر
(مز١١٢: ١):
"سبحوا ايها الفتيان الرب . باركوا اسم الرب". كانوا يسمون المزامير من (113 - 118) ولا سيما المزامير (115 - 118) مزامير التهليل. بينما كان المزمور 136 يسمى مزمور التهليل العظيم بالنسبة لتكرار هذه العبارة ٢٦ مرة. والفتيان تفيد التسبيح بقوة ونشاط.
انجيل باكر
(مر٨: ٣٤-٩: ١):
"من اراد ان يخلص نفسه يهلكها.. ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟". أولاً- أن قيمة النفس تفوق على سائر الأشياء وأن الإنسان لا يستطيع أن يفديها بشيء. وثانيًا- أن يسوع كان مزمعًا أن يدخل المجد وأن كل من استحى بهِ في هذا العالم الفاسد حيث قد رُفض يستحي بهِ ابن الإنسان حين يأتي في مجد أبيهِ.
البولس
(رو٨: ١٤-٢٧):
" آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا..". حينما كانت قلوب التلاميذ متعلقة بالأرض اجتهد الرب أن يرفعها معهُ وهو منطلق إلى العُلَّى واوضح لهم انه إن كان لا يعود يكون معهم في الارض بالجسد الا انه يعدّ لهم مكانًا عند الآب. وهنا الرسول يحاول ان يرفع قلوب مؤمنى رومية من تفاهة العالم ومعاناته الى ثقل المجد الابدي. بالحقيقة، مغبوط هو من استهان بالام الاضطهاد لكي ينال الميراث السماوي!
الكاثوليكون
(١بط٢: ١١-١٧)
"لأن هكذا هي مشيئة الله: أن تفعلوا الخير فتسكتوا جهالة الناس الأغبياء..". فالمسيحيون يستطيعون، بفضل حياتهم المثالية، فضح جهالة الاتهامات التي يلفّقها على المسيحية أناس أغبياء. إن جهالة الناس الأغبياء تشن باستمرار وبلا هوادة، حربًا على المسيحيين وعلى الإيمان المسيحي. قد يحصل ذلك في الجامعة، أو في العمل، أو .. يصرّح بطرس هنا بأن الحياة المقدَّسة تشكِّل أحد أفضل الردود على هذا النوع من الافتراء.
الابركسيس
(اع١٩: ١١-٢٠):
يرد خبر ٧ بنين ليهودي يدعى سكاوى ارادوا ممارسة موهبة اخراج الشياطين. ومع انهم سموا باسم المسيح على الرجل الملبوس الا ان الروح الشرير لم يخرج. لقد نطقوا بهذه الكلمات "نستخلفك باسم يسوع الذي يكرز به بولس ان تخرج"، ولكن لم يكن عندهم القوَّة التي تستخدم هذه الكلمات، لذلك لم يُطِعهم الروح الشرير. وألقى ردّه عليهم ضوءًا على هذا الموضوع إذ قال: «أما يسوع فأنا أعرفه، وبولس أنا أعلمه، وأما أنتم … فمن أنتم؟». مع انه يرظ خبر لشخص اخر ابان تجسد الرب انه كان يخرج شياطين باسمه وحين طلب التلاميذ من يسوع ان يمنعه رد عليهم :«لا تمنعوه، لأن من ليس علينا فهو معنا».. (لوقا ٩: ٥٠).
وهنا نعلم ان الله لا يطلب مجرد ممارسات جوفاء ولكنه يطلب حياة مقدسة. هذه القداسة هي التي ترهبها الشياطين. بالحقيقة كانت حياة اباينا الشهداء مقدسة لذلك استطاعوا ان يقفوا ضد كل مقاومات ابليس واعوانه.
مزمور القداس
(مز٦٥: ١١-١٢):
" دخلنا في النار والماء، ثم أخرجتنا إلى الخصب.. (المزامير ٦٦: ١٢). يتذكر هنا المرنم الاختبارات التي مرت فهي أشبه بالتنقية والتمحيص للفضة في النار ولولا ذلك لبقيت فيها الشوائب، ولكنها الان اصبحت اكثر لمعانا. وهم الان في خصب وبحبوحة يعيشون آمنين بعيدا عن اخطار النار والماء.
"أدخل إلى بيتك بمحرقات، أوفيك نذوري. (المزامير ٦٦: ١٣). المحرقات عنوان التعبد وتقديم الخشوع بل عليه أن يوفي نذوره كلها إذ قد كان في ضيقة عظيمة من قبل وأما الآن ففي خير عظيم.
انجيل القداس
(لو٢١: ١٢-١٩):
لأني أنا أعطيكم فما وحكمة لا يقدر جميع معانديكم أن يقاوموها أو يناقضوها..". انبأ الرب اولاده انهم سيتعرضون لمحاكمات وافتراءات، كان عليهم ألاّ يستعدوا مسبقًا للدفاع عن أنفسهم. فالله سوف يمدّهم، في ساعة الأزمة، بحكمة خاصة للنطق بأمور كفيلة بإرباك معانديهم بالتمام.
ربما لان كثيرون في عصور الاستشهاد الاولى كانوا حديثي الايمان، حتى ان كثيرون لم تتح لهم فرصة المعمودية بالماء فكانت لهم معمودية الدم. وكان يكفي لامثال هؤلاء ان يقولوا كما قال المولود اعمى لليهود "اعلم شيئا واحدا، اني كنت اعمى والان ابصر"(يو٩). لكن لا ننس ايضا الوصية الرسولية " مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم، بوداعة وخوف،. (١ بطرس ٣: ١٥).