سنكسار يوم وز ٢١ بشنس - الموافق٢٩ مايو. تذكار نياحة القديس مارتينيانوس.
في أواخر القرن الرابع الميلادي تنيَّح القديس مارتينيانوس. وُلِدَ في قيصرية فلسطين وترَّهب عند قديس بجبل السفينة وأجهد نفسه بنسكيات شديدة. فسمعت به امرأة شريرة وأرادت أن تسقطه معها في الخطية فذهبت إليه بثياب رثة وقت المساء وطلبت منه أن يقبلها حتى الصباح. وبعد إلحاح شديد وضعها في مكان منفرد بالقلاية. وفي الصباح ذهب إليها ليصرفها فوجدها قد تزينت وبدأت تراوده عن نفسها، فخرج خارج القلاية وأوقد ناراً ووضع فيها يديه ورجليه حتى احترقت محدثاً نفسه " إن كنت لا تقدر أن تحتمل هذه النار البسيطة فكيف تحتمل نار جهنم "، فلما رأت المرأة ذلك خافت جداً فنـزعت ثيابها الثمينة وارتدت ثيابها الرثة، ثم جاءت ووقعت عند قدميه طالبة الصفح والغفران، ثم وعدته أن تمضى بقية حياتها في التوبة. فأشار عليها أن تذهب إلى دير للعذارى في بيت لحم.
أما القديس فخاف من مكائد عدو الخير فمضى إلى جزيرة في وسط البحر وسكن هناك. وذات يوم حدث أن هاجت الرياح على إحدى السفن فاصطدمت بصخرة وانكسرت، فتعلقت امرأة ممن كانوا فيها بلوح خشب حتى وصلت تلك الجزيرة، فلما رآها القديس أعطاها كل ما عنده من الخبز ورسم ذاته بعلامة الصليب وطرح نفسه في البحر وتعلق بلوح الخشب حتى وصل إلى البر، وقرر أن لا يستقر بعد ذلك في مكان، وأخذ يجول في البراري والقفار لمدة سنتين ولما شعر بقرب نياحته ذهب إلى أثينا حيث اعتراه مرض شديد، فطلب مقابلة الأب الأسقف وأخبره بقصته، ثم فاضت روحه بيد الرب، فكفنوه ودفنوه بإكرام جزيل.
بركة صلواته فلتكن معنا..
القصة كتبها بسرد روائي رائع الاديب الروسي تولستوي تحت عنوان (الناسك).
موصوعات صلة:
الناسك، لتولستوي