الأربعاء، 26 مايو 2021

المسيح هو النور -٣

مزمور عشية
(مز١١٩: ٤٩-٥٠):
"اذكر لعبدك القول .. هذه هي تعزيتي في مذلتي". وعود الله هي سبب عزاء المؤمنين. كم كان وعد المسبح "ها انا معكم كل الايام.." سبب تعزية للنؤمنين على مر العصور!
كم كان وعده " انا ماض لاعد لكم مكانا. " سبب عزاء لكل نفس وهي تقبل على الموت".

انجيل عشية
(مر٦: ٤٧-٥٢):
"فلما نظروه ماشيا على البحر ظنوه خيالا فصىرخوا". لقد خافوا، من الامواج، وخافوا ايضا من شخص الرب الذي جاء لينقذهم. ذلك لانهم لم يروه على حقيقته. البعض مثل التلاميذ يرون الله على غير حقيقته فيصرخون فزعا. لقد اضلهم ابليس، واضلتهم الغشاوة على قلوبهم ، مثل ذلك العبد الكسلان الذي قال لسيده معتذرا بعءر اقبح من ذنب "عرفت انك قاس ! .. تحصد ما لم تزرع.! .". لم يكن كسلانا فقط بل ضم خطية الإدانة وايصا الاتهام الظالم.

مزمور باكر
(مز١١٩: ٣٣)
"علمني يارب طريقك".. حاجتنا الى من يهدينا في الطريق. من يعلمنا. فلتكن طلبتنا على الدوام.

انجيل باكر
(مر٣: ٣١-٣٥):
"ها هم امي واخوتي.. من يصنع مشيئة ابي..". قراءة الانجيل تكمل المزمور، ففي المزمور نطلب معرفة الطريق، وفي الانجيل نسمع الطوبى لمن يسير في طريقه. لمن ينفذ مشيئة الرب.

البولس
(اف٢: ١٣-١٨):
"يخلق الاثنين إنسانا واحدا.. فجاء وبشركم بسلام انتم البعيدين والقريبين..". وحد الرب اليهود والامم في جسده. انه طريق واحد يسلكه كل البشر، من خلال شخصه المبارك. هذا الطريق اصبح امنا مملوءا بالسلام. وربما تذكر الرسول قول النبي "ما أجمل على الجبال قدمي المبشر، المخبر بالسلام، المبشر بالخير، المخبر بالخلاص، القائل لصهيون: «قد ملك إلهك!».. (إشعياء ٥٢: ٧). فالكرازة هي بانجيل السلام الذي صنعه المسيح بين البشر والله الاب. والسلام الذي انعكس على البشر وبعضهم بعضا ، فاصبح اليهود والامم شعبا واحدا.

الكاثوليكون
(١بط٤:٨-١٣):
"ان كان احد يتكلم فكاقوال الله.. مواهب يخدم بها بعضكم بعضا..". قراءة الكاثوليكون والابركسيس مكملان للبولس. فالكاثوليكون يعرفنا ان الطريق الى السماء هو طريق الخدمة والعطاء للاخر.
ثم لا ينس ان ينبهنا الى ملمح من ملامح الطريق وهو الكرب " ما اكرب الطريق.." و الضيق, فيقول "لا تستغربوا البلوى ابمخرقة .. انها لامتحان ايمانكم".

الابركسيس
(اع٢٠: ١-٦):
واجه بولس اثناء الكرازة مؤامرة لقتله ولذلك غير طريقه للهروب من الشر . وهذا تطبيق عملي لما تعلمناه في الكاثوليكون. وايضا درس نتعلمه عن عناية الله، فاكتشاف المؤامرة ساعد في انقاذ بولس. وايضا حرص بولس في استخدام التدبير اللازم من البعد عن موطن الخطر. وكما يقول الحكيم "الذكي يبصر الشر فيتوارى، والحمقى يعبرون فيعاقبون.. (الأمثال ٢٢: ٣؛٢٧: ١٢).

مزمور القداس
(مز٧٤: ١٢-١٣-٢٢-٢٣):
"أنت شققت البحر بقوتك. كسرت رؤوس التنانين على المياه.. ". رأينا في قراءة انجيل عشية (حيث الظلام يرمز الى المتاعب) الرب يهدئ الامواج فيصل التلاميذ الى وجهتهم بسلام. وههنا في قراءة مزمور القداس نرى الرب يصنع طريقا وسط البحر. رأيناه يحطم كل المعوقات ويقضي على الاشرار.
"قم يا الله. أقم دعواك. اذكر تعيير الجاهل إياك اليوم كله..". كلمة (قم) تذمرنا بالقيامة. القيامة رحمة للابرار، ونجاة لهم. وهي ايضا دينونة للاشرار. والاشرار يفعلون في جهلهم اشياء فظيعة. انهم يعيرون اولاد الله.  وهم يفعلون ذلك بجلبة عظيمة.
"لا تنس صوت أضدادك، ضجيج مقاوميك الصاعد دائما.. (ع٢٣). وهذه الجلبة ليست مؤقتة بل هم تمادوا فيها، اما لانهم ظنوا ان الله عاجز عن صدهم، او انه نسى شعبه.
تلك الأصوات التي ارتفعت مزمجرة تريد الفتك والتفظيع يجب أن تسكت الآن. وهذه الضجة يجب أن يعقبها سكون القصاص فإن الجاني يجب أن ينال ما تستحق يداه. وأما لهجة هذه الصلاة الأخيرة فهي حكيمة ومعتدلة للغاية وروح الانتقام فيها لا يدل على منتهى الحقد والضغينة لأن المرنم يطلب مجد الله وعزه.

انجيل القداس
(يو٧: ١٤-٢٩):
"كيف يعرف هذا الكتب وهو لم يتعلم؟.
ان شاء احد ان يعمل مشيئته يعرف التعليم، هل هو من الله..".
لقد حصر الرب القضية هنا في ارادة الانسان.. وليس في قصور عقله او جهله كما رأينا في قراءة مزمور القداس وقبلها في مزمور و انجيل باكر.
لكن، هل بعد ان نعرف الطريق هل سوف نسير فيه؟ هل بعد ان تتضح لنا مشيئة الرب، هل سوف ننفذها؟
في الواقع لم يحصل هذا مع اليهود "اليس موسى اعطاكم الناموس وليس واحد منكم يعمل الناموس". وفي عصرنا الذي انتشرت فيه المعرفة ايضا.
هناك علامة واضحة من علامات الطريق. "من يطلب مجد الذي ارسله فهو صادق". فلنطلب مجد الله اولا, فيحسبنا الله امناء له.

الملخص:
١- السير في طريق الملكوت يحتاج الى:
+ هداية او الله ينير الطريق.
+ يحتاج الى تعليم.
+ ‏صدق نية او ارادة صالحة.
+ ‏ازالة المعوقات او العناية الإلهية.

من ملامح الطريق:
+ الضيقات "البلوى المحرقة"
+ ‏السلام
+ ‏الهروب من الشر
+ ‏طريق الخدمة والعطاء.