الثلاثاء، 18 مايو 2021

المسبح الماء الحي -٣

قراءات الاربعاء من الاسبوع الثالث من الخمسين المقدسة

مزمور عشية
(مز٤٤: ٢٣-٢٦):
"استيقظ لماذا تتغافي يا رب؟ قم عونا لنا وافدنا من اجل رحمتك".
كما كان يدعو يسوع الموت بالنوم.. هكذا وجدت الكنيسة في كل عبارات المرنم عن النوم انها نبوة عن موت المسبح. هل هذه صرخة البشرية للرب بان يقوم؟ هي صرخة كل مؤمن في العهد القديم، وقيامته هي موضوع تسببحنا في العهد الجديد.

انجيل عشية
(مت٢٠: ٢٩-٣٤):
الاستنارة ضرورة لمعرفة الطريق لينبوع المياه الحية، شخص يسوع. لذلك تضع الكنيسة قراءة اليوم معجزة شفاء الاعميان عند باب اريحا.

مزمور باكر
(مز٥٧: ٨-١٠):
"استيفظ يا مجدي.. استيقظ يا رباب..
احمدك يا رب لان رحمتك قد عظمت..".

في مزمور عشية نعاتب الرب "لماذا تتغافى؟". اما في قراءة مزمور باكر فاننا نخاطب انفسنا، نهمس الى ارواحنا، الى الجمال الذي يقبع داخلنا ويختفى في اعماق نفوسنا المخلوقة على صورة الله، فنقول لها: استيقظ يا محدي. ونخاطب حناجرنا واوتارها فنقول: استيقظ يا رباب. هيا بنا نحمد الله، لان رحمته قد عظمت الى السموات. ليس الرحمة فقط، بل والعدل ايضا "والى السحاب عدله". اننا كثيرا ما نتغنى بىحمة الله، وننسى ان نتغنى بعدله. لا نتذكر عدله الا حين نجد مقاومة من الاعداء. لكن المرنم هنا يقرن الاثنين، ولا يذكر الرحمة الا وهو يتذكر عدل الله. وكما فعل يسوع وهو يحدثنا بالامس انه النور .. ثم على الفور يذكر لنا انه يدين ودينونته حق. 

انجيل باكر
(مت٢٠: ١٧-١٩):
نبوة يسوع عن صلبه وقيامته. 
صليب يسوع وقيامتنه هو الوسيلة الحقيقية لارواء الشعب الظامئ، وما فعله موسى حين ضرب الصخرة فانفحر منها ماء كان إشارة الى ذلك.
بالفعل يسوع حين طعن فر جنله جرى منه دم وماء. دم للتكفير وماء لاعطائنا الحباة.

البولس
(رو٢: ١٤-١٦):
"هؤلاء اذ ليس لهم ناموس هم ناموس لانفسهم". نلاحظ العبارة السابقة "متى فعلوا بالطببعة ما هو في الناموس". كيف فعلوا ما هو في الناموس دون ان يأخذوا الناموس؟ هذا ما نسميه النور الداخلي. لقد وضع الرب نورا في النفس والروح والضمير يهدي الانسان الى الينبوع.
نلاحظ ايضا، انه لم يقل (متى لم يفعلوا ما هو في الناموس فلهم عذرهم انهم لا يعرفون). هم نفذوا ما هو في الناموس على الرغم انهم ليس لهم ناموس.
وتكملة النص توضح لنا الوسائل التي اودعها الخالق -تبارك اسمه- في البشر للهداية "يظهرون عمل الناموس مكتوبت في قلوبهم، شاهدا ايضا ضميرهم وافكارهم". الثلاثي: القلب، الضمير، العقل.

الكاثوليكون
(١يو٢: ٢١-٢٥):
"لا اكتب اليكم لانكم لا تعرفون الحق..". كم رائعة هذه الكلمات! الرسول لا يضع نفسه مكان المعلم الذي يلقن التلاميذ المعرفة، بل انه يلفت انتباههم الى ذلك النور الذي يملأ كيانهم وهو الروح القدس. وهذا ترديد لصدى كلمات الرب يسوع "ويكون الجميع متعلمين من الله". وهو ايضا ترديد لنبوة التبي "اختم الشريعة بتلاميذي".

الابركسيس
(اع٤: ٣٢-٣٥):
بقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع".
وجدتا انجيل باكر وهو يحدثنا عن قيامة يسوع كوسيلة للارتواء منه. وهنا نرى الشهادة لها بقوة.
اضف الى ذلك "لم بكن احد محتاجا لشئ.. " ان ايمانهم وشبعهم وارتواؤهم جعلهم يزهدون ممتلكات الأرض.

مزمور القداس
(مز١٨: ٤٦-٤٩):
"مبارك صخرتي.. ومرتفع..". هل تذكرنا الكنيسة بان الرب هو الصخرة المىدرتفعة التي تسكب ماءا على العكاس، و التي فاضت منها المياه وروت الشعب في القفر؟

انجيال القداس
(يو٨: ٢٣-٢٦):
"انتم من اسفل اما انا فمن فوق. ".
كام يسوع حاسما معهم فقال "تموتون في خطاياكم". لكنهظ بدلا من ان يعلنوا ايمانهم لينالوا الحياة ، نجدهم بعيدون السؤال مرارا "من انت؟". وكأنهم يجهلون حقيقته؟!