الأربعاء، 12 مايو 2021

المسبح خبز الحياة -٢

الثلاثاء من الاسبوع الثاني من الخمسين المقدسة:
مزمور عشية
(مز٩: ١٩):
"قم يا رب" يشتاق المرنم الى قيامة الرب لان في قيامة الرب دينونة للاشرار.

انجيل عشية
(مت١٧: ١٩-٢٣):
بداية حديث المسبح عن صليله وقيامته.

مزمور
(مز٧: ٩)
قم يا رب بغضبك. هنا القيامة فيها دحر لمملكة ابليس وتبدد الاشرار. وكما قال البابا شنودة في قصيدته :
قم حطم الشيطان لا تبق لدولته بقية 
قم روع الحراس وأبهرهم بطلعتك البهية 


انجيل باكر
(مت٧: ٢٩- ٣٢):.
معجزة تفتيح عيني الاعميان. ونلاحظ ان المسيح سألهما اولا "هل تؤمنان اني اقدر ان افعل هذا؟" فلما اجاباه بالايجاب قال لهما "بحسب ايمانكما ليكن لكما". من هذين العبارتين ندرك اهمية الايمان عامة، وبالقيامة خاصة. كما اننا نلمس في عبارة "انفتحت اعينهما" انفتاح اعين القلب للايمان تماما مثلما حدث لتلميذي عمواس. فالايمان يحتاج الى رؤية قلبية، انفتاح البصيرة.
قال لهما المسيح"لا تقولا لاحد". لماذا؟ الرب يسوع مة كان يصنع المعجزات بغرض الابهار، انه يفعل ذلك شفقة بكل انسان. ولذلك فالمعجزة شئ خاص جدا في حياة الفرد، ولا يستلزم الاخبار عنها، الا لمجد الله. كما حدث مع المجنون الذي قال له الرب "اذهب وخبر كم صنع الرب بك ورحمك". بالفغل هذا ما صنعاه الاعميان، انهما "اشاعا الخبر في كل مكان". فهل عصيا قول الرب؟ في الحقيقة، الله لا يطلب منا الالتزام الحرفي او الفريسية في التعامل معه. انه يقول "الكلام الذي اكلمكم به هو روح وحياة". هو لن يسألنا عن وصية اخفقنا في تنفيذها عن ضعف او غفلة ولكنه سيسألنا عن حياة بأكملها، وخير مثال لذلك، قصة بطرس، الذي انكره، وسأله الرب، او بالحري اعاد سؤال سابق، "اتحبني اكثر من هؤلاء؟'. لم يجب بطرس نعم، انت تعلم اني اكثر شخص يحبك، اكثر شخص غيرة على مجدك!" بل اكتفى بان يقول انت تعلم..

البولس
(رو١: ٧-١٠):
"ايمانكم ينادى به في كل العالم.". اسمانهما كان له ثمر مرئي ومحسوس. فالقيامة قوة لا يستطيع ان ينكرها احد, انها ساطعة سطوع الشمس. نلاحظ انهم لم ينادوا بالايمان ولكن ايمانهم كان حياة مقدسة اصبحت مثارا للاعجاب في كل العالم.
وان كان الرب يدعونا ايضا للكرازة بالقبامة ونحن نصلي "بموتك يا رب تبشر بقيامتك المقدسة نعترف". وقال بولس عن اهل تسالونيكي "من قبلكم اذيعت كلمة الرب في كل اسيا".

الكاثوليكون
(١يو١: ٦-١٠):
ان قلنا اننا بلا خطية نضل لنفسنا.. بالفعل ما من احد من البشر يستطيع ان يقول انه بلا خطية. اذا فالجميع مطالب بان يعترف بالحقيقة الكتابية "الجميع اخطاوا..". الجميع مطالب بالاعتراف بالخطية "ان اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا" هذه الحقيقة وضعها الرسول في معادلة، اعتراف وغفران. لماذا؟ لان الله من صفاته، الامانة والعدل. الامانة لتنفيذ وعده، العدل لان الغفران ليس بلا ثمن، كان الثمن، او بالاحرى المطلوب من قبل الانسان هو الاعتراف. والثمن المدفوع هو دم المسيح.

الابركسيس
(اع٤: ٥-٧):
"ولما اقاموهما في الوسط جعلوا يسالونهما باي قوة صنعتما انتما هذا؟". اذن فرؤساء الكهنة يعترفون ان معجزة اقامة المفلوج تحتتج الى قوة وسلطان. وكام علبهما بمجرد تن يسمعا الاجابة ان يؤمنا، ولكن هءا لم يحدث، فكما تعلمنا من قراءة الانجيل في باكر ان هذا يتطلب انفتاح البصيرة. وكما تعلمنا من قراءة الكاثوليكون، تجاوب الانسان مع عمل الله المعحزي بالاعتراف بالخطية والحاجة الى المخلص.

مزمور القداس
هو نفسه مزمور باكر
(بو٥: ٢٢-٢٤)؛
القيامة دينونة للخطاة الذين رفضوا الايمان بها ونوال قوتها. لذلك نجد فصل الانحيل يتحدث عن الدينونة. 

انجيل القداس
(يو٥: ٢٢-٢٤):
"لان ااب لا يدين احدا بل قد اعطي كل الدينونة للابن" لماذا؟ ان سلطان المسيح في الدينونة لسببين: اولا،
لانه ابن الانسان، فكما ان المسيح قال عن اهل نينوى انهم سيدينون اهل جيله "رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه، لأنهم تابوا بمناداة يونان، وهوذا أعظم من يونان ههنا!. (متى ١٢: ٤١). اي بشر يدين بشرا، بالمثل "ألستم تعلمون أن القديسين سيدينون العالم؟ فإن كان العالم يدان بكم.. (١ كورنثوس ٦: ٢). وكذلك الرسل فقال لهم يسوع:«الحق أقول لكم: إنكم أنتم الذين تبعتموني، في التجديد، متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده، تجلسون أنتم أيضا على اثني عشر كرسيا تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر.. (متى ١٩: ٢٨). فالمعنى انهم بالمقارنة بهم تكون دينونتهم.
السبب الثاني، "لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الاب"(ع٢٣). اكرامنا للاب يستلزم اكرامنا للابن، لان الازدراء للابن موجه للاب، لانه هو من ارسله، فالاهانة الموجهة لاي سفير يعتبرها الملك إهانة له.
باقي الاصحاح به بعض الدروس من المفيد ان نلتفت اليها.
وسوف اتطرق اليها في عجالة.
ثانيا، "لكي يكرم الجميع الابن"(يو٥: ٢٣).
فالاب يجد مسرته في الشهادة لابنه. الله يشهد لاولئك الذين يرشدهم. وعندما يطلب الله الايمان منا فانه لا يتواني عن تقديم الادلة الكافية.وان كان الله شهد للمسبح على هذا النحو، فلماذا لم تتقبله الامة اليهودية. وعلى هذا السؤال يرد المسيخ ويورد سببين:
الاول، انه لم تكن لهم معرفة باعلانات الله الفائقة "لم تسمعوا صوته قط ولا ابصرتم هيئته".
الثاني، لم يتاثروا بالطرق العادية (الناموس) " وليست لكم كلمته ثابتة فبكم". نعم "لقد استؤمنوا على أقوال الله" ولكنهم لم يقدروها، لم يحتفظوا بها على الدوام "ثابتة فيكم".
"فتشوا الكتب" لانها تشهد للمسيح، فهو الكنز المخفي في حقل الكتاب المقدس، وهو الماء في تلك الابار.
"لا تريدون ان تاتوا الي لتكون لكم حياة ابدية" عندما قبولهم للمسيح كان نتيجة انهم "لا يريدون'
افتقارهم الى محبة الله. "ليسو لكم محبة الله في انفسكم". هناك كثيرون مما يظنون انفسهم ويظهرون انفسهم كمتدينين ومتحمسين يظهرون نقص او عدم محبتهم لله.
"ان اتى اخر باسم نفسه فذاك تقبلونه".
استعدادهم لاكرام المسحاء الكذبة والانبياء الكذبة.
يرفض الانسان ان يقبل من يأتي اليه باسم الرب و ان أتي اخر باسم نفسه فذلك يقبله.
يرفض الانسان ان يمجد الخالق ليعبد المخلوق.
يرفض الانسان ان يقدم الرب القليل مما اعطاه من خيرات ليقدمها على مذبح الاصنام.