يفتتح الانجيل بالعذراء في موقف الشفاعة ويختتمها بمشهد امتداد امومتها الى جميع المسيحيين في شخص يوحنا الحبيب.
اولا، افنتتاح الانجيل بمشهد العذراء في موقف الشفاعة:
ودع يسوع امه بالناصرة وجاء الى الاردن ليعتمد لا لانه يحتاج الى غفران الخطايا بل لافتتاح خدمته، وتاييدها بشهادة يوحنا المعمدان ذات الشعبية الكبيرة. ثم تهيا للخدمة بالصوم لاربعين يوما ونصرته على الجولة الاولى من تجارب ابليس.
قبل المسيح 5 تلاميذ من تلاميذ يوحنا وعاد الى الناصرة لبدء خدمته في بلدته. ولما بلغوا قانا الجليل بالقرب من الناصرة عرجوا على المبيت عند نثنائيل فدعى يسوع الى العرس هو وتلاميذه.
ويظهر ان الحشد كان اكثر مما قدره اهل العرس فنفذت الخمر. تلجا ام يسوع اليه "ليس لهم خمر". ويجيبها "ما لي ولك.." وهنا تظهر دالة الام على ابنها وعلى بها. ان قلبها يحدثها بانه مستجيب لرغبتها رغم "ان ساعته لم تكن قد حانت بعد". فقالت للخدام "مهما قال لكم فافعلوه".
استسلم يسوع لرغبة امه. واكراما لها قرّب ساعته في الزمن. فاستجاب القدر في الازل. فدالة مريم بلغت تقريب "ساعته" في الزمن وفي الازل.
تلك هي الشفاعة يظهر فعلها في الحال. كانت شفاعة العذراء فاتحة الرسالة المسيحية والدعوة بالانجيل .. هذا هو دور ام المسيح، كما عرفته المسيحية على الدوام.
ثانيا، ختام الانجيل بمشهد العذراء في موقف الاموم للبشرية:
كلمتان خلاقتان "هذا هو جسدي .. دمي" في الافخارستيا. والثانية، "هذا هو ابنك .."
ظاهر الامر ان يسوع يترك امه وحيدة لا معيل لها، فسلمها الى "التلميذ الذي كان يحبه". والذي تجرا وحده ان يرافق ام يسوع الى الصليب. فكافاه على وفائه لمعلمه وعلى مودته ومواساته للام الحزينة بامومتها.
المشهد عند الصليب اعماقه ابعد من ظاهره. ان كرامة الام من كرامة ابنها! كما ان كرامة الابن من كرامة امه! فكرامة العذراء من كرامة المسيح وكرامة المسيحيين. فتكريم العذراء هو تكريم للمسيح.
هل تصح تسمية العذراء ام الله؟
البرهان قائم في الانجيل على تسمية يسوع "ابن الله". لكن هل تصح تسمية العذراء "ام الله"؟ وكيف تكون مخلوقة اما لخالقها؟
انه لقب تكريم .. وبما ان العذراء ام المسيح ، والمسيح هو الكلمة المتانس منها والله كان الكلمة فيصح ان نلقب "ام الله" لان الله الكلمة تجسد فيها وولد منها.
"وظهرت اية عظيمة
هذه هي صورة العذراء في السماء: مجدها من مجد ابنها. ولتمثيل هذا المجد السماوي استجمع كاتب الرؤيا بوحي الله كل ما في الكون من جمالات، فالبسها السيدة العذراء: جعل الشمس وشاحا لها، والقمر موطئا لقدميها، والكواكب تاج اكليل لها.
انها اية عظيمة في السماء،
كما كانت اية عظيمة في الارض في حياتها الفائقة القدسية.