قراءات يوم الإثنين ١٤ بؤونة الموافق ٢٠ يوليو
الموضوع: انتم ستبكون.. في العالم سبكون لكم ضيق
مزمور عشية
(مز٨٨: ٢٠-٢١):
«وجدت داود عبدي. بدهن قدسي مسحته". هذا اول يوم في صوم الرسل. وكانت المسحة لثلاثة وظائف: الكاهن والنبي والملك. ورأينا كيف كان ينظر داود باحترام شديد على انه مسبح الرب رغم انه كان يفعل شرا بمطاردته.
"الذي تثبت يدي معه. أيضا ذراعي تشدده..". طوبى لمن يشدده ذراع الرب. إذا سقط لا ينطرح، لأن الرب مسند يده.. (المزامير ٣٧: ٢٤). على ذراع الرب يستند، لان الرب وعد "لأني أنا الرب إلهك الممسك بيمينك، القائل لك: لا تخف. أنا أعينك.. (إشعياء ٤١: ١٣). لذا فهو دوما يطلب من الرب السند "اسندني فاخلص"(مز١١٩).
انجيل عشية
(يو١٦: ٢٠- ٣٣ ):
"في ذلك اليوم تطلبون باسمي. ولست أقول لكم إني أنا أسأل الآب من أجلكم،. لأن الآب نفسه يحبكم، لأنكم قد أحببتموني، وآمنتم أني من عند الله خرجت.".
ذلك اليوم" هو يوم قيامته من الأموات وصعوده إلى السماء وإرساله الروح القدس. وحين نرجع إلى الأصل اليوناني نجد أن كلمة "تسألوني" تختلف عن كلمة "طلبتم"، الأولى تعني السؤال الودي من صديق إلى آخر على قدم المساواة، أما الثانية فتعني التوسل من شخص أقل إلى شخص أعظم. الرب يسوع في سؤاله من الآب لأجل تلاميذه لم يستعمل الثانية قط بل الأولى. واما التلاميذ فيقدمون طلباتهم للاب باسم المسبح او للمسيح، كما رأينا في صلاة استفانوس "ايها الرب يسوع اقبل روحي"(اع٧: ٥٢)، وطلبة بولس (٢كو١٢: ٨).
"ثقوا انا قد غلبت العالم". هذه هي الغلبة التي تغلب العالم إيماننا. من هو الذي يغلب العالم إلاَّ الذي يؤمن أن يسوع هو ابن الله (1 يو 5: 4، 5).
مزمور باكر
(مز١٣١: ٧،١٢,١٣):
«لندخل إلى مساكنه. لنسجد عند موطئ قدميه».. الكنيسة هي بيت الرب، يحل فيه حلولا خاصا.
"إن حفظ بنوك عهدي وشهاداتي التي أعلمهم إياها، فبنوهم أيضا إلى الأبد يجلسون على كرسيك».. فالاهم ان نحفظ شهادات الرب. ولكن العهد كان مشروطًا بالنسبة لنسل داود، فهو يتوقف على طاعتهم. ولذلك، فمع أن الرب يسوع من نسل داود، فإنه ليس من نسل سليمان بل من نسل ابن آخر لداود هو ناثان (لو 31:3).
"لأن الرب قد اختار صهيون. اشتهاها مسكنا له". صهيون هي الكنيسة التي احبها ورضى بها المسيح. لقد رُفضت شيلوه (راجع مزمور 78: 60) كما أنه لم يبق في بيت إيل سوى وقت قصير (راجع قضاة 20: 27) والمصفاة أيضاً (راجع قضاة 21: 5) ولم يبق بقرية يعاريم في بيت أبيناداب إلا لوقت قليل (راجع 1صموئيل 7: 2). لقد بقت صهيون مسكنا للرب الى الابد.
انجيل باكر
(لو٦: ١٧-٢٣):
التطويبات.. ومنها طوبى لانقياء القلب. وهذا نناله بسكنى الروح فينا. وايضا باقي الوثايا بذواتنا صعب تنفيءها، لكن الروح يعطينا القوة لاتمامها
البولس
(عب٧: ١٣-٨: ١٣):
يسوع جاء كاهنا على طقس ملكيصادق، حسبما تنبأ المزمور. كون الكهنوت قد تغيّر يحتِّم الاستخلاص أن نظام الناموس كله، وقد كان الكهنوت مبنيًا عليه.
اللافت للانتباه أن ملك سدوم كان في طريقه إلى لقاء إبراهيم عندما اعترضه الآخر الذي هو ملكي صادق، ذاك الذي جاء ليباركه باسم الله العلي والذي اعترف إبراهيم بسلطته الروحية عليه بأن أعطاه عُشراً من رأس الغنائم. مؤيداً بالخبز والخمر التي كان الكاهن الملك في ساليم يقوم على خدمتها، كان إبراهيم مستعداً لرفض المداهنات من ملك سدوم، لانه كان شبعانا بالرب.
اسمي ملكي صادق وساليم هي في توافق وتناغم كامل مع الحقيقة التي تكشَّفوا في عدة أماكن. يجب أن يأتي البر قبل السلام. نعلم من أشعياء 32: 17: "يَكُونُ صُنْعُ الْعَدْلِ سَلاَماً وَعَمَلُ الْعَدْلِ سُكُوناً وَطُمَأْنِينَةً إِلَى الأَبَدِ".
إنه يظهر ببساطة لوهلة، ثم يتلاشى من أمام ناظرينا، ولا يعود يُذكر أبداً من جديد في كلمة الله إلى أن ترد النبوءة في المزمور 110. ولذلك فهو من المحتمل أن يكون رمزاً لمخلصنا الذي يحيا للأبد ورئيس كهنتنا.
الكاثوليكون
(٣يو١-١٥):
مقارنة بين ديوتريفوس الشرير، و ديمتريوس الطيب. فلنفتد بالاخيار ونتجنب الاشرار.
الابركسيس
(اع١٥: ٣٥-١٦: ٥):
ولما كان بولس وسيلا وتيموثاوس على وشك القيام بعمل تبشيري، وسيحتكّون من آن لآخر باليهود الذين ربما يرفضون الاستماع إليهم بسبب عدم ختان تيموثاوس، وبما أن المسألة كانت بلا أهمية لأنها لا تتعلق بالمبادئ المسيحية، فإن بولس أخضع تيموثاوس لهذا الطقس اليهوديّ. ويقول في كورنثوس الأولى 9: 19 - 23 «صرت لليهود كيهودي لأربح اليهود» ولذلك أخذه وختنه من أجل اليهود… لأن الجميع كانوا يعرفون أباه أنه يوناني».
كانوا يُسلمون الكنائس القضايا التي حكم بها الرسل والشيوخ الذين في أورشليم. وكانت أحكام هذه القضايا هي: 1 - في موضوع الخلاص، الإيمان وحده هو الضروري. أما الختان وحفظ الناموس فلا يُضافان للإيمان كشرط للخلاص. 2 - الزنا كان ممنوعًا بالنسبة لكل المؤمنين في كل العصور، ولكن هذا الحكم كان أساسًا لتذكير الأمم الذين اهتدوا إلى المسيح، لأن الزنا كانت الخطية السائدة بينهم باستمرار. 3 - اللحم الذي قُدّم للأصنام ولحم الحيوانات المخنوقة والدم كانت جميعها ممنوعة. ولكنّ منعها لم يكن أمرًا ضروريًّا للخلاص، بل كان لتسهيل الشركة بين المؤمنين اليهود والأمم.
مزمور القداس
(مز٩٨: ٥-٦):
رنموا للرب بعود. بعود وصوت نشيد..
بالأبواق وصوت الصور اهتفوا قدام الملك الرب!.
كل شيء في الوجود عليه أن يفرح ويبتهج مع أتقياء الله والسبب هو لأنه قد جاء للدينونة فهو يدين كل إنسان بالعدل والاستقامة فلا يذهب حق ابدا. فليطمئن كل انسان فانه يوجد ديان.
انجيل القداس
(يو١٦: ٢٠-٣٣):
" الحق الحق أقول لكم: إنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح. أنتم ستحزنون، ولكن حزنكم يتحول إلى فرح.. المرأة وهي تلد تحزن لأن ساعتها قد جاءت، ولكن متى ولدت الطفل لا تعود تذكر الشدة لسبب الفرح، لأنه قد ولد إنسان في العالم..".
فإشارتهُ هنا إلى أوجاع المخاض مؤثرة جدًّا وبغاية المناسبة إلى أحزانهم في تلك الليلة. قد علمنا أن الموت وعواقبهُ المهولة نتجت من الخطية، ولكن أحزان المرأة حين الولادة نتجت منها أيضًا كما قال الله لحواء. تكثيرًا أكثر أتعاب حبلكِ. بالوجع تلدين أولادًا (تكوين 16:3). فما أمرَّ الخطية وعواقبها لأنها ترافق الإنسان من وقت دخولهِ إلى العالم إلى خروجهِ منهُ. فالوالدة إنما تضعهُ بالوجع ثمَّ بعد قليلٍ يضمُّهُ القبر ويورث حزنًا جديدًا للأحياء. ولكن الله قد أتخذ الموت نفسهُ واسطة لسحق رأس الحية ولإعطائنا الحياة. لم تذهب الام المراة عبثا، وهمذا الامكم ستكون بركة وسيخرج منها فرحا.
"وفي ذلك اليوم لا تسألونني شيئًا.". يعني بعد قيامتهِ وارتفاعهِ وحلول الروح القدس. وقولهُ لا تسألونني شيئًا لا يشير بتةً إلى الصلاة بل إلى كيفية تعليمهم. لما كان معهم كانوا يسألونهُ سؤالات كما أرادوا أن يسألوهُ عن لفظة قليل في هذا الإصحاح، وكان يجيبهم كمعلَّم حي مرافق لهم في الجسد، ولكن بعد ارتفاعهِ عنهم يعلَّمهم على طريق اخر.
"إلى الآن لم تطلبوا شيئًا باسمي. اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملاً". لم يقل "لم تطلبوا فقط، بل تطلبوا باسمي. معلوم أنهم مارسوا الصلاة كيهود أتقياء إذ صلَّوا لله باعتبار كونهِ إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب وإله إسرائيل شعبهِ، وأما بعد موت المسيح فصاروا يصلَّون لله كالآب المُعلن نفسهُ بابنهِ يسوع المسيح، ولنا كامل الفرح إذا عرفنا بنوتنا وقبولنا التام عند الآب في ابنهِ الحبيب.
في البولس رأينا الرب يسوع كاهننا اللعظم .. وهنا يتحدث الرب مع تلاميذه ككاهن، فيقول "ولست اقول اني اسال الاب لاجلكم..".