قراءات يوم الاحد، عيد العنصرة
مزمور عشية
(مز٥١: ١٢-١٤):
".. وبروح منتدبة اعضدني.. ". نلاحظ انه وصف الروح بثلاثة صفات (روح مستقيما), (روحا منتدبة)، (روحك القدوس).
"روحاً مستقيماً» يعنى أن يكون الضمير دليله للخير دائماً (انظر إرميا 24: 7 وحزقيال 11: 19 و36: 26).
أما ( الروح القدوس ) الذي يذكره فهو الذي ناله بعد أن مسح ملكاً وهو عكس الروح الشرير الذي كان في شاول
وهنا يتحدث عن " الروح المنتدبة" أي ذات المكانة السامية المملوءة بالعزم والإرادة. و «الندب» في العربية هو السريع للفضائل الذي يخف للملمات ويقضيها.
انجيل عشية
(يو٧: ٣٧-٤٤):
'وغي اليوم الاخير العظيم من العيد..". كان ذاك عيد المظل. ونلاحظ ان يسوع لم يصعد الى العيد برفقة اخوته رغم سؤالهم منه ذلك. لم يقل الرب يسوع لهم أنه لن يصعد إلى أورشليم بل "أنا لست أصعد بعد".
كانت الملابسات المحيطة بهذا الأمر مؤسفة جدًا: فهم ادّعوا التديّن، وكانوا مزمعين أن يحفظوا عيد المظال؛ غير أن مسيح الله كان في وسطهم، ولم يكن عندهم أية محبة صادقة له. فالإنسان يهوى الطقوس الدينية، بما أنَّ باستطاعته حفظها من دون أن يرافق ذلك أي اهتمام قلبي حقيقي.
لقد حفظوهُ بفرحٍ تذكارًا لسكناهم في خيام أربعين سنة وهم تائهون في البرية ولكنهم تهاونوا في حفظهِ كما في سائر فرائض الله وتركوهُ من أيام يشوع إلى وقت نحميا (انظر نحميا 14:8-18).
يتحدث يسوع انه يعطي الروح القدس كماء مانح الحباة "وفي اليوم الأخير العظيم من العيد وقف يسوع ونادى قائلا:«إن عطش أحد فليقبل إلي ويشرب"...
ونلاحظ ان (ع٤٢) يخبرنا انه لم يحاول الذين حوله أن يتعبوا أنفسهم في محاولة معرفة مكان ولادته وسلسلة نسبه، وجلهلم هذا لا يبررهم، وهذا هو طريق الكثيرين الآن من الجميع، سوف يقفون يوماً ما للدينونة. إن الجهل بالكلمة جهل بإرادة الله.
مزمور باكر
(مز١٠٤: ٣١):
"ترسل روحك فتخلق..
تحجب وجهك فترتاع.."
عندما تموت الحيوانات، سواء بالعنف أو الشيخوخة، يبدو كأن الله يُخفي وجهه. ولكن في نفس الوقت، هذه تسقط وتعود إلى التراب. ويُرسل الله روحه ليجدّد وجه الأرض فيما يشبه عملية خلق جديدة. فمن ناحية هناك عملية استهلاك مستمرة، ومن الناحية الأخرى تجديد مستمر.
انجيل باكر
(يو ١٤: ٢٦-١٥: ٤):
في عدد ٢٧ نرى نوعين من السلام- سلاماً تركه الرب لنا، وسلاماً يعطيه لنا في الطريق، السلام الأول سلام الضمير إذ أصبح للمؤمن ضمير مطهر غير مثقل بالخطايا لأنه تيقن أن المسيح حمل جميع خطاياه في الصليب. والثاني سلام القلب. النوع الأول يتعلق بالخطية لأنه لا يوجد سلام بين الله والناس ما دام هناك خطية، ويقول أشعياء "مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه" ويختم نبوته قائلاً "لا سلام قال إلهي للأشرار". وفي الرسالة إلى كولوسي يقول الرسول "عاملاً الصلح بدم صليبه" ونستطيع الآن أن نترنم قائلين "إذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح". النوع الثاني "سلامي أعطيكم" نفس السلام الذي كان متمتعاً به هو هنا، نستطيع أن نتمتع به نحن أثناء سيرنا في الطريق، وذلك رغم أحزان الحياة وتجارها. كان الرب يسوع متمتعاً بالسلام هنا رغم مقاومة الأعداء له، وهو الذي ينطبق عليك قول أشعياء "ذو الرأى الممكن تحفظه سالماً سالماً لأنه عليه متوكل" (اش 26: 3).
إن سلام العالم تافه وغير ثابت، يتكلم كثيراً عن السلام وهو ممتلىء بالحروب وسفك الدماء "لأنه حينما يقولون سلام وأمان حينئذ يفاجئهم هلاك بغتة كالمخاض للحبلى فلا ينجون" (1 تس 5: 3).
في (يو١٥: ١) كان إسرائيل كرمةً لله في العالم وطالما اعتنى بها وانتظر منها ثمرًا ولم يحصل على منتظرهِ. كرمةً من مصر نقلت، طردت أممًا وغرستها، هيأت قدامها فأصَّلت أصولها فملأت الأرض. غطى الجبال ظلُّها وأغصانها أرز الله. مدَّت قضبانها إلى البحر وإلى النهار فروعها. فلماذا هدمت جدرانها فيقطفها كل عابري الطريق. يفسدها الخنزير من الوعر ويرعاها وحش البرية (مزمور 8:80-13).
ونرى هنا أن المسيح أخذ مقامهم وصار الكرمة الحقيقية إذ كان يأتي بثمر لله. كان التلاميذ يحسبونهُ من الكرمة الإسرائيلية بل أفضل غصن من أغصانها ولكنهُ يُعلَّمهم هنا أنهُ هو الكرمة الحقيقية نفسها المنتظر منها الثمر من الآن فصاعدًا. وأبي الكرام. يجب أن نلاحظ جيدًا أنهُ لا يوضح طريق الخلاص للخطاة بل طريق الأثمار لتلاميذهِ المنتسبين اذ ان يهوذا الخائن لم يكن معهم.
البولس
(١كو١٢: ١-٣١):
يبتدئ الوحي هنا بالأشياء المختفية الهادئة التي يعطيها الروح القدس فيقول أولاً كلام حكمة. وسفر الأمثال يعطينا نوراً في مفاهيم الحياة من وجوهها المختلفة. "ولآخر كلام علم»: المقصود بالعلم في كلمة الله أي تفسير كلمة الله «مفصلاً كلمة الحق بالاستقامة». وتتكرر عبارة "الروح الواحد" سبع مرات.
أظهر استفانوس كلام الحكمة بحيث إن خصومه «لم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به» (أع6: 10).
كلام علم هو القدرة على توصيل حقيقة أعلنها الله، مِمّا تفسِّره عبارات لبولس مثل «هوَّذا سر أقوله لكم» (1كو15: 51)، و«إننا نقول لكم هذا بكلمة الرب» (1تس4: 15). في ذلك المعنى الأساسي الخاص بنقل حق جديد، توقَّف «كلام العلم» لأن الإيمان المسيحي قد سُلِّم مرَّةً واحدة إلى القديسين (يه3).
"تمييز ارواح". البعض استطاعوا أن يميزوا الأرواح الشريرة وأعمالها المتنوعة، وان كانت ساكنة في اجساد البشر.
في ع٩ الإيمان ليس الإيمان بعمل المسيح الذي به نلنا الخلاص لأن جميع المؤمنين متساوون في هذا الإيمان، لكن هذا الإيمان عطية خاصة لممارسة ما يطلبه الرب منا من الخدمات كما نقرأ في (رو12: 3) «كما قسم الله لكل واحد مقداراً من الإيمان».
ع13 الجميع اعتمدوا إلى جسد المسيح لكن في ع30 يقول «ليس الجميع يتكلمون بألسنة» فالقول أن البرهان على معمودية الروح القدس هو التكلم بألسنة قول غير صحيح!
الكاثوليكون
(١يو٢: ٢٠-٣: ١):
"وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شيء.. جميل ان نعرف ان الروح القدس يرشد المؤمنين. لانه من الامور التى تحدث كثيرا ان نبالغ في طلب الارشاد، فليس كل شخص يصلح ان نأخذ منه مشورة. لقد اخذ رحعباز مشورته من الاحداث، وكانت النتيجة ان انقسمت المملكة. وعرفنا ان يشوع لم يطلب ارشاد الرب على الاطلاق في امر الحبعونيين.
الابركسيس
(اع٢: ١-٢١):
"يقول الله: ويكون في الأيام الأخيرة أني أسكب من روحي على كل بشر، فيتنبأ بنوكم وبناتكم، ويرى شبابكم رؤى ويحلم شيوخكم أحلاما.. "
لم تكن أحداث يوم الخمسين تحقيقًا كاملاً لنبوة يوئيل. فمعظم الظواهر التي وُصفت في الأعداد 17 - 20 لم تحدث في ذلك الوقت. ولكن الذي حدث فعلاً في يوم الخمسين كان تبشيرةً مبدئية بما سوف يحدث في الأيام الأخيرة قبل أن يجئ يوم الرب العظيم الشهير. تتميم جزئي في زمن معين، وتتميم كامل في زمن لاحق.
ونلاحظ ان السباب تناسبهم الاحلام وليس النبوة التي تناسب الشيوخ بالاكثر. ولكن هذه المواهب لا تتبع قدرات الانسان العادية بل قوة الروح القدس.
"وعلى عبيدي أيضا وإمائي أسكب من روحي في تلك الأيام فيتنبأون".. اي بغضّ النظر عن الجنس أو السن أو الحالة الاجتماعية. ستكون هناك رؤى وأحلام، وهذا يعني أنهم سيتلقَّون المعرفة والنبوات التي ينقلونها لآخرين كهبة إلهية بادية للعيان.
ويُنهي بطرس هذا الاقتباس من يوئيل بالوعد القائل «كل من يدعو باسم الرب يخلص» هذه هي البشرى السارة لكل العصور، وهي أن الخلاص هبة لكل الناس على أساس الإيمان بالرب. «اسم الرب» تعبير يشمل كل ما يخصّ الرب.
مزمور القداس
(مز٤٧: ٥-٧):
"صعد الله بهتاف، الرب بصوت الصور"..
صعد الله ومن ثم ارسل الروح.
"لأن الله ملك الأرض كلها، رنموا قصيدة.. ". يملك الرب من خلال سكنى الروح القدس في المرمنين. فالروح يعطى بالمسحة وتسمى ايضا بالسمة وايضا بالختم،، وهذه علامات الملكية.
انجيل القداس
(يو١٥: ٢٦-١٦: ١٥):
«ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق، الذي من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي.. وتشهدون انتم.. وهذه نعمة عظيمة ، ونحن نصل (اشترك في العمل مع عبيدك), والرب يشركنا هنا في الشهادة له. مع اننا نقرا في بداية انجيل يوحنا "ولأنه لم يكن محتاجا أن يشهد أحد عن الإنسان، لأنه علم ما كان في الإنسان.. (يوحنا ٢: ٢٥). لكن الوضع تبظل بسكنى الروح القدس داخل المؤمنين.