الخميس، 24 يونيو 2021

تذكار الباباوات المدافعي عن الايمان

قراءات يوم الخميس ٢٤ يونية الموافق ١٧ بؤونة 

تذكار البابا دميانوس البطريرك ٣٥ من باباوات الكرسي المرقسي والمدافعين عن الايمان.

وهي نفس قراءات تذمار المجامع المسكونية.

مزمور عشية
(مز٨٨: ١٨-٢١):
يختلف الترقيم في الترجمة القبطية "وأجعل إلى الأبد نسله، وكرسيه مثل أيام السماوات.. (المزامير ٨٩: ٢٩). كرسي البابا كراع ينال ثباته من ثبات عرش راعي الخراف الاعظم.
"نسله إلى الدهر يكون، وكرسيه كالشمس أمامي.. (المزامير ٨٩: ٣٦). هنا النسل الروحي، اي المؤمنين.

انجيل عشية
(لو٩: ١٨-٢٧):
تختلف القراءة عن الفصول الأخرى، في ان ١- لوقا وحده يذكر انه كان يصلي.
٢- لوقا لا يذكر إلاَّ جزءًا واحدًا من جواب بطرس لهذا السؤال العظيم أي أن يسوع هو مسيح الله وإن مَتَّىَ يضيف إلى ذلك ابن الله الحي فإنهُ مُزمع أن يدرج إعلانات المسيح العظيمة من جهة العمل الذي كان قاصدًا أن يُجريهُ بعد موتهِ وتبرهنهِ ابن الله بالقيامة من الأموات إذ يبني كنيستهُ على صخرة الايمان. اما لوقا فيختم الحادثة بالكلام عن حمل الصليب.
٣- لوقا يذكر ان يسوع اوصاهم الا يقولوا لاحد .. فالرب بعد استعلان مجده في التجلي اوصى تلاميذه الا يظهروه وكءلك طلب من المريض.. لان الساعة لم تكن قد جاءت بعد.

مزمور باكر
(مز١٠٥: ٢٣-٣١):
"وليرفعوه في مجمع الشعب، وليسبحوه في مجلس المشايخ.. (المزامير ١٠٧: ٣٢).
في الترجمة القبطية «فليرفعوه في كنيسة شعبه وليباركوه على منابر الشيوخ لأنه جعل الأبوة مثل الخراف»، ويقصد أن الأبوة والرعاية لاينفصلان في الراعي الحقيقي. 
مع  بداية قراءة الإنجيل في الكنيسة، وفي حضور رئيس الكهنة، ينادي الشماس قائلاً: «فليرفعوه في كنيسة شعبه وليباركوه على منابر الشيوخ، لأنه جعل أبوَّة مثل الخراف».
هذه الكلمات مشتقة من سفر المزامير، مزمور 106 حسب الترجمة القبطية، (107 عبري). وهو واحد من أجمل المزامير التي تتنبَّأ عن الرب يسوع المسيح وعمله الخلاصي. يبدأ المزمور بالآية: «اِحْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ». ثم يتكلم عما حققه الرب لنا بموته وقيامته من بين الأموات: «10الْجُلُوسَ فِي الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ مُوثَقِينَ بِالذُّلِّ وَالْحَدِيدِ. 14أَخْرَجَهُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ وَقَطَّعَ قُيُودَهُمْ.  16لأَنَّهُ كَسَّرَ مَصَارِيعَ نُحَاسٍ وَقَطَّعَ عَوَارِضَ حَدِيدٍ. 20أَرْسَلَ كَلِمَتَهُ فَشَفَاهُمْ وَنَجَّاهُمْ مِنْ تَهْلُكَاتِهِمْ».
ثم تأتي استجابة الكنيسة لما عمله الرب معنا: «31فَلْيَحْمَدُوا الرَّبَّ عَلَى رَحْمَتِهِ وَعَجَائِبِهِ لِبَنِي آدَمَ. 32وَلْيَرْفَعُوهُ فِي مَجْمَعِ الشَّعْبِ وَلْيُسَبِّحُوهُ فِي مَجْلِسِ الْمَشَايِخِ». أو حسب الترجمة اليونانية والقبطية لهذه الآية الأخيرة: «فليرفعوه في كنيسة شعبه وليباركوه على منابر الشيوخ».
ثم تأتي الآية التي نحن بصددها: «41وَيُعَلِّي الْمِسْكِينَ مِنَ الذُّلِّ، وَيَجْعَلُ الْقَبَائِلَ مِثْلَ قُطْعَانِ الْغَنَمِ، 41يَرَى ذَلِكَ الْمُسْتَقِيمُونَ فَيَفْرَحُونَ». وهي نبوءة أيضًا عن الرب يسوع. فمن هو هذا المسكين، حسب قول العلامة أوريجانوس، أليس هو الرب يسوع الذي «افتقر وهو غني، لكي تستغنوا أنتم بفقره» (2كو 8: 9)، وهكذا رفَّعه الله (في 2: 9)، وباركه وجعله قبائل مثل قطعان الغنم في الكثرة، أو بحسب نص سفر المزامير: «أَنَا أَيْضاً أَجْعَلُهُ بِكْراً أَعْلَى مِنْ مُلُوكِ الأَرْضِ… وَأَجْعَلُ إِلَى الأَبَدِ نَسْلَهُ وَكُرْسِيَّهُ مِثْلَ أَيَّامِ السَّمَاوَاتِ» (مز 89: 27-29)، إشارة إلى الأعداد الغفيرة التي ستقبل الإيمان باسمه، ومن ثم سيصيرون أولاداً له (يو 1: 12).
وكلمة قبائل في النص العبري تم ترجمتها إلى كلمة (باترياس) اليونانية، وهي تعني قبائل أو عشائر (كما تعني أبوَّة)، وهكذا جاءت في العهد الجديد: «الذي منه تُسمى كل عشيرة (أو أبوَّة) في السماوات وعلى الأرض» (أف 3: 15؛ انظر: لو 2: 4؛ أع 3: 25). أما في الترجمة القبطية لهذا المزمور فقد تُرجمت إلى أبوَّة، ومنها جاء اللحن: لأنه جعل أبوَّة مثل الخراف. إذاً المقصود هو نفس المعنى: أن الله جعل أبوَّة الرب يسوع لأعداد لا تُحصى من المؤمنين، وهي في وفرتها مثل قطعان الغنم في الكثرة، أبوَّة «على كل قبيلة ولسان وشعب وأمة» (رؤ5: 9). أمّا لماذا تُقال في حضرة رئيس الكهنة، فكنوع من التوسل إلى الله أن يُجدِّد في الرئيس روح الأبوة المستمد من الآب السماوي «الذي منه تُسمّى كل أبوَّة» (أف3: 15) لكي يفتح صدره الأبوي لكافة الخراف على مختلف أنواعها.

انجيل باكر
(مر٨: ٢٢-٢٩):
تتناول اناجيل عشية وباكر والقداس نفس الحدث، وهو سؤال تلمسيح لتلاميذه "من يقول الناس اني انا؟". وذلك لاننا نحتفل بذكرى اب من البطاركة المدافعين عن العقيدة. 
هذا السؤال موجه لكل انسان في كل عصر. ليست الاجابة فقط من جانب عقيدي، لكن ايضا ما هو الله في نظرك؟ البعض يرون الله فقط، كمانح العطايا، حياتهم وصلواتهم تنحصر فقط في الطلبات. البعض يرون الله كصراف البنك، كلما ينفذ المال يلجأون البه، والبعض يرونه كقاض يترصد لهم الخطايا ليحاكمهم ويعاقبهم.. 
لكن الله حين عرفنا بشخصه، عرفنا انه اب محب، وراع صالح، وعريس سماوي.. فهل نغير نظرتنا ونعدلها لتتفق مع الحق الكتابي؟
اعتقد ان يسوع لم يكن يريد ان يتلقى اجابة عقيدية فحسب، بل اجابة شاملة. فالعقيدة ليست شيئا ان لم يصاحبها حياة بحسب المعتقد. "أنت تؤمن أن الله واحد. حسنا تفعل. والشياطين يؤمنون ويقشعرون!. (يعقوب ٢: ١٩). ففي مرات كثيرة اعترف الشيطان بان المسبح ابن الله، ولم يقبل يسوع اعترافه، بل انتهره. ذلك لان ايمان الشياطين خال من المحبة كما يقول اغسطينوس. اذا فالمحبة اعظم من الايمان كما صرح الوحي بذلك أيضا "أما الآن فيثبت: الإيمان والرجاء والمحبة، هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة.. (١ كورنثوس ١٣: ١٣).
انحصرت اجابات الناس عن شخص يسوع في أنه شخص ايليا وقد جاء، النبي الذي تنبأ عنه موسى، يوحنا المعمدان وقد قام من الاموات. فامامنا اما شخصين عاشا من قبل، او شخصية ليست محددة الاسم. وهذا يمثل المعرفة السطحية، او الاستسهال في موضوع هام وخطير كهذا، فالمسيح هو الشخصية المحورية، اذ انه معلق عليه رجاء اليهود في كل العصور.
وعلى هذا فنجد في سؤال الرب للاعمى "اتؤمن بابن الله؟". هو السؤال التالي لمن يجيب اجابة بطرس "انت المسيح ابن الله". ليست المعرفة العقلية تكفي، بل الايمان قوة جبارة تنقل الجبارة، وموهبة من مواهب الروح لها فاعلية، حسبما يصرح لنا الرسول "فانه لواحد يعطى بالروح .. إيمان بالروح الواحد، ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد.. (١ كورنثوس ١٢: ٩).

البولس
(عب٤: ١٤-٥: ١٤):
لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثي لضعفاتنا، بل مجرب في كل شيء مثلنا، بلا خطية."
 ربنا كرئيس كهنة عظيم في وقار شخصه وفي كمال أوصافه دخل (أو حرفياً "عَبَرَ") السماوات، ككاهن عظيم للشعب القديم، وقدّم تقدمة عند المذبح، ومرّ عبر الفناء والمقدس إلى قدس الأقداس. هكذا ربنا عبر السماوات الأدنى المحيطة بهذه الارض وسماء الملك الى سماء السموات. لقد حمل دم نفسه (عب٧-٩).
"«أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ»". ما تعنيه هذه الكلمات سوف نراه بجلاءٍ عندما نأتي إلى التمعن في الأصحاح 7. يكفي أن نشير هنا إلى أن ملكي صادق كان قد عُين كاهناً من قِبَلِ الله الفائق السمو قبل قرون من مجيء الكهنوت اللاوي.
الذي كان يأمر دائماً تعلم عملياً ما معنى الطاعة. وهكذا وإذ كُمِّل كرئيس خلاصٍ، بحسب الآية 2: 10 التي تأملنا بها لتونا، أصبح سبب الخلاص الأبدي لكل أولئك الذين يتبعونه في طاعة الإيمان.
ككاهن ممجد، يدخل إلى كل آلام شعبه، متعاطفاً معهم في كل ضعفاتهم. إنه لا يتعاطف مع خطايانا - وفي الواقع سوف لن نرغب أن يفعل ذلك- ليعطينا كل قوة نحتاج إليها في كل تجربة نمر بها.

الكاثوليكون
(١بط١: ١-٩):
أنتم الذين بقوة الله محروسون، بإيمان، لخلاص مستعد أن يعلن في الزمان الأخير.. (ع ٥). 
محروسون لا بقوة بشرية بل "بقوة الله". يا لها من طمأنينة تملأ قلب المؤمن. وإيماننا أيضاً محروس بقوة الله وباباء الكنيسة حماة الايمان. وتختتم الكنيسة الفصل بتلك الاية الرائعة "نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس.. (١ بطرس ١: ٩) او خلاص انفسكم.

الابركسيس
(اع١٢:؛١-٢١):
حادثة انقاذ بطرس من السجن بواسطة الملاك. وجميل اننقرأ ان الكنيسة كانت تصلي من اجل الرسول العظيم "فكان بطرس محروسا في السجن، وأما الكنيسة فكانت تصير منها صلاة بلجاجة إلى الله من أجله.. (ع ١٢: ٥). وعلى ذلك توجد طلبة تسمى اوشية الاباء.
اما المقاومين فستكون نهايتهم كنهاية هيرودس الذي ضربه ملاك الرب فصار يامله الدود وهو حي.

مزمور القداس
(مز١٠٩: ٥-٦-٨):
"اقسم الرب ولم يندم انك كاهن الى الابد على طقس ملكي صادق". 
سيجمع في شخصه وظيفتي الملك والكاهن. وهو جمع خطير جدًا في حالة الحكام البشر، والصيحة العالية من أجل الفصل بين الكنيسة والدولة لم تكن بدون أسباب صحيحة وقوية. ولكن هذا الجمع مثالي، عندما يكون يسوع هو الملك. فالملكية البعيدة عن الفساد، والكهنوت الروحي سيُعطي العالم إدارة طالما حلم بها، ولم تتحقق له. وفي ع4 نتعلَّم أربعة أمور بخصوص كهنوت المسيَّا: • أنه أُقيم كاهنًا بقسم من يهوه. هذا التعيين لا زوال له.
"الرب عن يمينك". الملك هنا يجلس والرب عن يمينه بينما من قبل فإن الرب يجلس والملك عن يمينه وفي كلتا الحالتين إن الشيء المهم هو أن يؤكد لنفسه وللناس أن الله معه وسينصره على الأعداء.
"لذلك يرفع رأسا". للفخر والنصرة والرفعة.

انجيل القداس 
(مت١٦: ١٣-١٩):
نفس الحادثة التي تناولها انجيل باكر وعشية.