قراءات يوم الاربعاء ٢٣ يونية والموافق ١٦ بؤونة.
تذكار ابا نفر السائح
الموضوع: جهاد القديسين. "لتكن احقاؤكم ممنطقة وسىجكم موقدة".
مزمور عشية
(مز١١١: ٢-٥-٧):
'لأنه لا يتزعزع إلى الدهر. الصديق يكون لذكر أبدي".
.. أن أحسن سبيل للجهاد هو عمل الخير للاخرين، والصديق يحب أن يرى جاره بخير أيضاً فلا يكتفي بالخير لنفسه. وهكذا يثبت مركزه فلا يتزعزع بل يبقى ذكره للابد. وهذا ما تعلمنا الكنيسة في عمل تذكارات للقديسبن.
"لا يخشى من خبر سوء. قلبه ثابت متكلا على الرب" ..
قلبه ثابت بالرب فهو لا يخاف الشرور ولأن ضميره مرتاح فهو قرير العين ناعم البال.
".. بره قائم إلى الأبد. قرنه ينتصب بالمجد..". فنتائج رأفته للفقير، لن ينقطع ذكرها. ولن يضطر أن يُحنى قرنه ( القرن رمز القوة) خجلاً. بل يُتوِّج رأسه بالمجد. ويقتبس بولس هذا العدد في (2كورنثوس 9:9) ليبيِّن الفوائد الدائمة للكرم.
انجيل عشية
(مت٢٤: ٤٢-٤٧):
ينبغي للناس أن يسهروا لأنّهم لا يعرفون اليوم ولا الساعة. فإذا علم الإنسان بأنّ بيته سيتعرّض للسرقة، فسيستعدّ حتى لو كان لا يعرف الوقت بالتحديد.
مزمور باكر
(مز٩٢: ٨-١٠):
"وتنصب مثل البقر الوحشي قرني. تدهنت بزيت طري.. وتبصر عيني بمراقبي..".
القرن رمز للقوة وذلك الرمز ماخوذ من البيئة الرعوية في فلسطين.
الزيت هو رمز لخدمة الروح القدس الكريمة. وعندما يُكتب الفصل الأخير، سيشهد قدِّيسو الله هلاك أعدائهم، وسيسمعون عويلهم على مصيرهم.
انجيل باكر
(لو١٩: ١١-١٩):
مثل الامناء.
هذا المثل يشبه مثل الوزنات المذكور في (مَتَّى 14:25) ولكنه ليس إياهُ بعينهِ بل يختلف عنه.
ربح الاول عشرة امناء اي عشرة اضعاف ما اخذه. ولكننا نراهُ مُتواضعًا لا ينسب الربح لاجتهادهِ بل لعطية السيد نفسها إذ قال: "مناك قد ربح عشرة أُمناء".
الثاني قائلاً: يا سيد مناك عمل خمسة أُمناء. فقال لهذا أيضًا: وكنْ أنتَ على خمس مُدن. لاحظ أن الرب لا يُكرر القول السابق: نعمًّا أيها العبد الصالح الخ لأن ذلك ليس من مقصدهِ الخصوصي. نعلم من مواضع أخرى أنهُ سيمدح كل مؤمن على أمانتهِ انظر (مَتَّى 21:25، 23؛ كورنثوس الأولى 5:4) وشهادات أخرى كثيرة جدًّا في هذا الموضوع. ولا يذكر صريحًا مُحاسبة السبعة العبيد الآخرين بل إنما يذكر اثنين من العشرة مثالاً للأمانة ثم يذكر واحدًا منهم ليُظهر حكمهُ فيهِ على عدم الأمانة بل على عدم الإيمان بهِ وسوء الظن فيهِ كسيد كريم. "ثم جاء آخر قائلاً: يا سيد هوذا مناك الذي كان عندي موضوعًا في منديل. لأني كنت أخاف منك إذ أنت إنسان صارم تأخذ ما لم تضع وتحصد ما لم تزرع.".
من فمك أدينك أيها العبد الشرير. عرفت أني إنسانٌ صارم آخذ ما لم أضع وأحصد ما لم أزرع. فلماذا لم تضع فضتي على مائدة الصيارفة فكنت مَتَّى جئت أستوفيها مع ربَا. فيُلقبهُ الرب عبدًا شريرًا ويدينهُ من إقرارهِ الذي أوجب أنهُ يتصرف خلاف ما عمل نظرًا إلى الخوف الذي خافهُ من سيد صارم كهذا فإنهُ لما انتبه وعرف أنهُ تحت المسئولية لهُ اقتضى الحال بحسب نفس كلامهِ أنهُ يعمل جُهدهُ في أن يقوم بتتميم مسئوليتهِ بطريق من الطرق حتى لا تذهب الامتيازات والمنافع بلا فائدة لأحدٍ.
نلاحظ ان :
+ الكل اخذ منا واحدا. ولكن الاجتهاد والمكافاة اختلفت وكانت بدرجات.
ففي السماء معلوم أننا نكون لابسين أجسادنا السماوية التي على صورة جسد مجد المسيح وسنملك معهُ جالسين على تلك العروش. وهذا نتساوى فيه ومع ذلك يقول الرسول "نجما يمتاز عز نجم في المجد". وتتكرر العبارة "سيجازي كل واحد حسب عمله". ليس فقط نوع العمل خيرا او شرا، بل ايضا حسب مقدار عمله. وعلى هذا نرى الرب يستخدم تعبير "اجرتي". وتعبير "تعبه".
+ الرَّبَّ لا يذكر هنا قصاص العبد الشرير إلاَّ أن المنا الذي كان عندهُ أُخذ منهُ كقولهِ. للحاضرين خذوا منهُ المنا وأعطوهُ للذي عندهُ العشرة. فقالوا لهُ يا سيد عندهُ عشرة أمناء. .. لأني أقول لكم: أن كل من لهُ يعطى. ومن ليس لهُ فالذي عندهُ يؤخذ منهُ.
البولس
(عب١١: ٣٢-١٢: ٢):
ابطال الايمان.
"وماذا أقول أيضا؟ لأنه يعوزني الوقت إن أخبرت عن جدعون، وباراق، وشمشون، ويفتاح، وداود، وصموئيل، والأنبياء، الذين بالايمان قهروا ممالك..
الكاثوليكون
(يع٥: ٩-٢٠):
"لا يئن بعضكم على بعض أيها الإخوة لئلا تدانوا. هوذا الديان واقف قدام الباب"..
من المألوف، في أزمنة الاضطهاد والضيق، أن تنقلب الضحايا، كل واحد على صاحبه. وإنه لانحراف غريب في الطبيعة البشرية أن يتولَّد فينا سخط متزايد على الذين نحبهم كثيرًا. من هنا، جاء التحذير: «لا يئن بعضكم على بعض أيها الإخوة لئلا تدانوا». فهذا العدد يتكلَّم إلى خدَّام الرب العاملين معًا في ظروف صعبة. يجب ألاَّ نسمح بنشوء أيَّة مرارة.
"فتأنوا وثبتوا.. ". لا تكلوا ولا تخوروا ولا تتزعزعوا بل تأنوا واصبروا بقلوب ثابتة لأن مجيء الرب أصبح قريباً على الأبواب. يقول داود "ثابت قلبي يا الله ثابت قلبي" (مز 57: 7) ..
الابركسيس
(اع١٨: ٢٤-١٩: ٦):
"ثم أقبل إلى أفسس يهودي اسمه أبلوس، إسكندري الجنس، رجل فصيح مقتدر في الكتب.. (أعمال الرسل ١٨: ٢٤).
في قصة ابلوس نجد انه كان غيورا، رغم انه لم بكن يعرف الا معمودية يوحنا. ونفس الامر يتكرر مع مؤمنين في افسس والذين قيل عنهم "لما وضع بولس يديه عليهم حل الروح القدس عليهم، فطفقوا يتكلمون بلغات ويتنبأون.. (أعمال الرسل ١٩: ٦). ومن هنا نعرف ان من يكون امينا في القليل يقيمه الرب على الكثير. كانوا امناء فيما حازوه من معرفة فارسل الرب اليهم من يعرفهم طريق الرب "بأكثر تدقيق".
مزمور القداس
(مز٩١: ١٠-١١):
"الصديق كالنخلة يزهو..". ازدهار الصِّدِّيق فيشبه النخلة وأرز لبنان. والنخلة تمثِّل الجمال، والخضرة الدائمة، والإثمار، بينما الأرز يمثل القوة وطول البقاء. ويُشبَّه الأشرار بالعشب (ع7)، والصِّدِّيق بدوام الخُضرة (ع14). فالشِّرير يذوي ويذبل، ولكن الصِّدِّيق يجدِّد قوة.
انجيل القداس
(لو١٢: ٣٢-٤٤):
"«لا تخف، أيها القطيع الصغير، لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت.. ".
"بيعوا ما لكم..
"لتكن احقاؤكم ممنطقة.." العمل والنشاط.
"الحق اقول لكم انه يتمنطق ويتكئهم ويتقدم ويخدمهم..". لا يوجد تشبيه للطف مثل الذي سيُظهرهُ الرب لنا إذ يُجازينا على انتظارنا إياهُ بما لم يخطر ببال سيد بشري أن يصنعهُ لعبيدهِ. لأنهُ يستعدُّ لخدمتنا ويتكئنا على مائدتهِ ويخدمنا يعني يمنحنا الأفراح السماوية.
"يأكل ويشرب ويسكر..". والعقاب لذلك العبد الكسلان "يشقه من وسطه.." في ترجمة الحياة يفصله، او يعزله. فلنترك إذًا الكسل والفتور ونتنبه ونكون كرجال منتظرين سيدّهم.