قراءات يوم الخميس من الخمسين المقدسة.
الموضوع : الاب ارسل ابته ليتحد بالبشر. ونحن يجب ان نكون واخدا "ليكون الجميع واحدا".
مزمور عشية
(مز١٨: ٤٦-٤٧):
"حي هو الرب ومبارك صخرتي.. المنتقم لي..". نتذكر ان الرب حي ومانح الحياة وانه قوي وينتقم من الاشرار دفاعا عن اولاده.
انجيل عشية
(يو٦: ٧٠-٧: ١):
"اليس انا اخترتكم وواحد منكم شيطان". في انجيل عشية (الغروب والظلام) نتذكر هلاك يهوذا الذي احب الظلمة وتبع ابليس. هل نتذكر من وجود ابليس وسط التلاميذ، ان من ملامح الطريق الى السماء وجود "اصل مرارة" يعثر وبتنجس به الاخرين "ملاحظين لئلا يخيب أحد من نعمة الله. لئلا يطلع أصل مرارة ويصنع انزعاجا، فيتنجس به كثيرون.. (العبرانيين ١٢: ١٥). اي يجب ان نأخذ حذرنا، من انفسنا اولا لئلا نشابه يهوذا، ومن اخوتنا لئلا يسقطوا في عبرة العصبان (عب٤: ١١). وايضا لا نثق بهم ثقة كاملة فهم قد (يصنعون انزعاجا). "منا خرجوا، لكنهم لم يكونوا منا، لأنهم لو كانوا منا لبقوا معنا. لكن ليظهروا أنهم ليسوا جميعهم منا.. (١ يوحنا ٢: ١٩). وليس هذا بجديد فقد حذر الرب من ذلك في العهد القديم "صاروا حصنا معلوفة سائبة. صهلوا كل واحد على امرأة صاحبه.. (إرميا ٥: ٨). وايضا "احترزوا كل واحد من صاحبه، وعلى كل أخ لا تتكلوا، لأن كل أخ يعقب عقبا، وكل صاحب يسعى في الوشاية..ويختل الإنسان صاحبه ولا يتكلمون بالحق. علموا ألسنتهم التكلم بالكذب، وتعبوا في الافتراء.. (إرميا ٩: ٤-٥).
مزمور باكر
(مز١١٨: ٢٧-٢٨):
"مبارك الاتي باسم الرب.. اوثقوا الذبيحة بربط الى قرون المذبح".
هذه العبارة يستعملها سكان أورشليم حينما يستقبلون الحجاج وبعد ذلك يستقبلهم اللاويون والكهنة بقولهم «باركناكم من بيت الرب».
إنجيل باكر
(مر٧: ٥-٨):
'لانكم تركتم وصية الله لتتمسكوا بتقليدكم". من ملامح الطريق عدم الانحراف عنه .. الى تعاليم باطلة وتقاليد بالية.
البولس
(رو٦: ٥-١٣):
اذ قد صرنة متحدين معه..". ان الطريق الى السماء يكون من خلال اتحادنا بمن قال عن نفسه "انا هو الطريق". وقد تم ذلك على مستوى حقيقي وسري في المعنودية. ونلاحظ انه لم يقل "متحدين معه بموته". بل "شبه موته". ليس لانه غير حقيقي، بل لاننا لم نمت كما مات هو. وهي نفس العبارة "ظل الموت" والتي تنبأ بها داود (مز٢٣).
وقال احدهم (والكلمات «شبه موته» تشير إلى المؤمن وهو تحت الماء في المعمودية. والاتّحاد الفعلي مع المسيح في موته قد حدث من نحو 2000 سنة).
"نصير ايضا بقيامته". لا شك أن هذا القول يمتد إلى قيامة أجسادنا في المستقبل، ولكنه مذكور هنا ليكون له تطبيق عملي في الوقت الحاضر من الناحية الروحية.
"كذلك أنتم أيضا احسبوا أنفسكم أمواتا عن الخطية، ولكن أحياء لله بالمسيح يسوع ربنا.. (ع١١).
الموت عن العالم والحياة مع المسيح بدأ في المعمودية ويستمر في حياتنا على الارض، ان وضعنا في أنفسنا هذا المفهوم كل بوم.
الكاثوليكون
(١يو٤: ١٨-٥: ١):
يرسم الرسول الكريق لنا من خلال المحبة والابمان ان يسوع هو المسيح.
الابركسيس
اع٧: ٥١-٥٤):
وبخ استفانوس اليهود واشار الى ٣ شرور سقطوا فيها:
١- "يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والاذان..". فهم استفانوس معنى الختان الحقيقي. انه لا يشير فقط الى عملية تتم في الجسد، بل على مستوى القلب والحواس. فيها يقطع صلة الانسان بالشر.
٢- قتلهم الانبياء واخيرا يسوع..
٣-عدم حفظ الناموس.
والنتيجة انهم "حنقوا بقلوبهم وصروا باسنانهم". بغضهم للحق نبع من القلب وظهر علنا.. واكملوا مكيال سخط وغضب الله اذ انهم قتوا ايضا استفانوس. والى الان يبغض العالم من يشهد لله ومن يفضح نفاقه وشره..
مزمور القداس
(مز٣٩: ١٢):
"استمع يا رب صلاتي.. لاني غريب عندك..".
هذه الكلمات مناسبة جدا لقراءة الانجيل، اولا، يسوع صلى.. كما انه في صلاته ذكر غربته وغربة تلاميذه "ليسوا من العالم كما أني أنا لست من العالم.. (يوحنا ١٧: ١٦). نحن اغراب عن العالم، لا يوافقنا اهدافه وسلوكياته.. اننا نتبع وطن اخر.
انجيل القداس
(يو١٧: ١٨-٢١):
+"كما أرسلتني إلى العالم أرسلتهم أنا إلى العالم،. (ع١٨). فالمفترض فينا اننا ملح الارض ونور العالم. وايضا ان نسعى كسفراء عنه وان نكون شهود له وسط العالم وامام الناس. لقد ارسلنا في مهمة وكلفنا برسالة خطيرة، وعلينا الا نهمل في اتمامها ولا نقصر في ادائها.
يسوع لم يطلب من الاب ان ينتزع تلاميذه من هذا الوجود. ان يسوع لا يصلي ابدا ليهرب اتباعه. ان مسيحيتنا ينبغي ان تظهر لا في العزلة والتوحد فقط بل في البيت .. في الشارع وفي مكان العمل. وسط صخب الحياة وضجيجها. اننا بحاجة الى فترات نختلي فيها مع الله مطيعين قوله "ادخل مخدعك واغلق بابك.." ولكن هذا ينبغي ان يكون وسيلة لا غاية. ان المسيحية لا تمهد لنا سبيل الهروب من المشكلانت. انها تقدم لنا المفتاح لحل المشكلات. ان المسيحية لا تقدم لنا سلاما زائفا مبنيا على الهروب والانزواء. انها تقدم لنا معركة نهايتها النصر.
+ "ولأجلهم أقدس أنا ذاتي، ليكونوا هم أيضا مقدسين في الحق.. (ع١٩).
لا تعني القداس بالضرورة الطهارة، بل قد تعني الافراز والتخصيص. يقول الرب لارمياء "قدستك. جعلتك نبيا للشعوب"(ار١). طلب يسوع ان يتقدس تلاميذه في الحق. معنى يتقدس الفرز لاجل خدمة او عمل ما، و تعني ايضا اعداد الانسان للقيام بهذا العمل. تكريس الانسان لعمل الله يتطلب ان يتزود هذا الانسان بصلاح الله وحكمة الله (العبد الصالح هو العبد الامين والحكيم). ان من يخدم الاله القدوس ينبغي ان تكون له قداسة الله.
+"ولست اسأل من اجل هؤلاء بل من اجل الذي يؤمنون بي بكلامهم.." (ع٢٠). انها لمحة عن المستقبل. هنا نرى يسوع يوس دائرة صلاته لتشمل اقاصي الارض. في البداية نراه يصلي لاجل ذاته ثم لاجل تلاميذه ثم يفتح احضانه ليضم المستقبل البعيد، والاجيال القادمة.
+ "ليكون الجميع واحدا، كما أنك أنت أيها الآب في وأنا فيك، ليكونوا هم أيضا واحدا فينا، ليؤمن العالم أنك أرسلتني.. (ع٢١).
طلب يسوع لاجل وحدة تلاميذه. لقد كانت طلبته ان يكونوا واحدا. وللاسف لقد مر الفا عام ولم تتحقق هذه الصلاة بسبب المطامع والحزبيات والذات الي تعيقنا عن تحقيق مقصد الله.
وماذا كانت طلبته لاجل الكنيسة؟ طلب ان تكون واحدة، لكن ما نوع هذه الوحدة؟ انها ليست وحدة التنظيم. انها وحدة صلة وعلاقة ذاتية. فالوحدة الكائنة بين يسوع والاب تظهر في امرين: الطاعة والمحبة..
وهكذا فان الوحدة التي يريدها لكنيسته العتيدة هي وحدة يربطنا فيها جميعا رباط المحبة والتضامن.
انها ارتباط القلب بالقلب. هذه الوحدة لا تعني على الاطلاق الانضواء تحت لواء هيئة معينة ، ولكنها تعني الانضواء تحت علم المحبة. وحدة يحب فيها احدنا الاخر حتى ان كان كل واحد يحتفظ بطابعه الخاص وهويته المميزة.
الوحدة المقصودة تتخطى كل الشكليات وتسمو على كل الفروق. المحبة وليس سواها هي التي تحطم كل الحواجز. وان هذه الوحدة هي التي تقنع العالم اننا تلاميذه.
بالفغل يمكننا تلخيص صلاة يسوع الشفاعية ككاهن في ٤ مطاليب: القداسة، الوحدة، ان يكونوا شهودا له واخيرا حمايتهم من الشرير (وهي لم تذكر في قراءة اليوم). وهذه الطلبات الثلاثة ترسم لنا الطريق: القداسة والوحدة والشهادة للرب.