مقدمة :
فيما باقي اسفار الكتاب المقدس تحدثنا عن الله وعن طرقه، فان سفر المزامير يعلمنا الحديث الى الله، ان نسبحه وان نصلي اليه. انها تعكس مشاعر متباينة – الفرح والحزن والخوف والنصرة ومشاعر الانسان وقت الاعياء والمرض . كما التامل في صلاح الله وعجائبه في خليقته واعماله وتعاملاته مع البشر. ويمكننا تمييز الاتي:
- مزامير لها طابع شخصي بشدة (مز5 و13-35-71).
- شكر بصفة شخصية (30-16- 138).
- شفاعة في شعب اسرائيل وقت الهزيمة او الازمات (مز44 – 74 -79).
- تمجيد الله من اجل نعمه (مز105- 106-136) .
- التمجيد وطلب نعمة الله للملك او الحاكم (مز2 – 72).
- التاكيد عن الله هو الملك الحقيقي لكل الشعوب (مز47-93- 97 -98).
- صلوات اعتراف بالخطية وطلب مراحم الرب وغفرانه (مز32 – 51 – 130).
- اظهار مكانة شريعة الله في حياة شعبه (مز1 – 19 -119).مزامير تعلن الله كخالق وتمجده (مز8 – 19- 29- 65 – 104).
- او تعبده بسبب اعماله العظيمة في تاريخ شعبه (مز66-68).
العبادة العبرانية:
من مطالعتنا لسفر المزامير يمكننا معرفة كيف كانت العبادة العبرية تجري. نلاحظ التالي:
- يمكن للمرء ان يمارس التامل بمفرده والصلاة الفردية (1:2 و 119: 15).
"لكن في ناموس الرب مسرته، وفي ناموسه يلهج نهارا وليلا.. (المزامير ١: ٢).
"بوصاياك ألهج، وألاحظ سبلك.. (المزامير ١١٩: ١٥).
- وايضا يمكن لمجموعة ان تتحد معا في العبادة الجماعية(66: 1-2 و 81: 1-2).
"اهتفي لله يا كل الأرض!. رنموا بمجد اسمه. اجعلوا تسبيحه ممجدا.. (المزامير ٦٦: ١-٢).
"رنموا لله قوتنا. اهتفوا لإله يعقوب.. ارفعوا نغمة وهاتوا دفا، عودا حلوا مع رباب.. (المزامير ٨١: ١-٢)
- بمصاحبة الالات الموسيقية (33: 2-3 و 150).
- وبمصاحبة التصفيق (47: 1) "يا جميع الأمم صفقوا بالأيادي. اهتفوا لله بصوت الابتهاج".
- وبمصاحبة الرقص (149: 3) "ليسبحوا اسمه برقص. بدف وعود ليرنموا له."
- توجد مواكب الى الهيكل (42: 4 و 68: 24-25) "هذه أذكرها فأسكب نفسي علي: لأني كنت أمر مع الجماع، أتدرج معهم إلى بيت الله بصوت ترنم وحمد، جمهور معيد.. ".
- واحيانا دراما من خلال تمثلية او مسرحية (24).
فمجموعة تقف خارج الهيكل توجه السؤال "من يصعد إلى جبل الرب؟ ومن يقوم في موضع قدسه؟. ويأتي الرد من جماعة داخل الهيكل
" الطاهر اليدين، والنقي القلب، الذي لم يحمل نفسه إلى الباطل، ولا حلف كذبا.. " ونفس الانر يتكرر ثانية في توجيه الطلب التالي عند ابواب الهيكل "ارفعن أيتها الأرتاج رؤوسكن، وارتفعن أيتها الأبواب الدهريات، فيدخل ملك المجد.. " ويأتي السؤال من الداخل"من هو هذا ملك المجد؟ الرب القدير الجبار، الرب الجبار في القتال..".
- يوجد تسبيح في هلال او سبت والاعياد السنوية (81: 3).
"انفخوا في رأس الشهر بالبوق، عند الهلال ليوم عيدنا.. ".
- . بعض المزامير تظهر اهمية العبادة فوق جبل صهيون (مز48: 84 و 122) .
حيث يقول المرنم "طوفوا بصهيون، ودوروا حولها. عدوا أبراجها..ضعوا قلوبكم على متارسها. تأملوا قصورها لكي تحدثوا بها جيلا آخر.. (المزامير ٤٨: ١٣).
وبداية المزمور يتغنى باوصاف صهيون "عظيم هو الرب وحميد جدا في مدينة إلهنا، جبل قدسه..جميل الارتفاع، فرح كل الأرض، جبل صهيون. فرح أقاصي الشمال، مدينة الملك العظيم.. (المزامير ٤٨: ٢).
"فرحت بالقائلين لي: «إلى بيت الرب نذهب».. (المزامير ١٢٢: ١).
- ويوجد تقدمات في الهيكل (20: 3 و 66: 15و 96: 8).
"ليذكر كل تقدماتك، ويستسمن محرقاتك. سلاه.".
"أصعد لك محرقات سمينة مع بخور كباش. أقدم بقرا مع تيوس. سلاه.".
"قدموا للرب مجد اسمه. هاتوا تقدمة وادخلوا دياره.".
- ويوجد تقديم للنذور (66: 13 – 14 و 116: 14 و18).
"أدخل إلى بيتك بمحرقات، أوفيك نذوري.التي نطقت بها شفتاي، وتكلم بها فمي في ضيقي."
"أوفي نذوري للرب مقابل كل شعبه.".
المزامير كاشعار:
انها قصائد مثل الترانيم حاليا. وهذا يسهل حفظها . ويجب ان نعرف ان الاشعار العبرية تتميز بالتالي:
التوازي: اي التعبير عن الفكرة الواحدة بكلمات مختلفة قليلة او مترادفة وهذا لتاكيد الفكرة.
"عرف موسى طرقه وبني اسرائيل افعاله"(مز103: 7)
"لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب آثامنا.. (المزامير ١٠٣: ١٠)
" ..رفعت الأنهار يا رب، رفعت الأنهار صوتها. ترفع الأنهار عجيجها.. (المزامير ٩٣: ٣)
التوازي ايضا يعبر عن اشياء متناقضة مثل:
"الرب يعرف طريق الابرار، اما طريق الاشرار فتبيد
"(37: 16).
2- يوجد ايضا مزامير هي قطع ترتل بواسطة جوقات مثل مز80 حيث تتكرر هذه العبارة ٣ مرات حتى نهاية المزمور.
"يا رب إله الجنود، أرجعنا. أنر بوجهك فنخلص.. (المزامير ٨٠: ٣-٧-١٩)
قارن مع 42-43 و 46) .
لماذا أنت منحنية يا نفسي؟ ولماذا تئنين في؟ ارتجي الله، لأني بعد أحمده، لأجل خلاص وجهه.. (المزامير ٤٢: ٥-١١-٤٦: ٥).
- احيانا نجد كلمة سلاه (3: 2 و 4 و 8). وقفة موسيقية او وقفة للتأمل .
- القافية عبارة عن 3 كلمات في السطر الواحد
مثل "الساكن في ستر العلي، في ظل القدير يبيت.. (المزامير ٩١: ١).
عناوين المزامير:
هناك مجموعة تنسب لداود لانه كتب اغلبها وهي في الكتاب الاول حتى مز72.
وهناك 12 مزمور منسوبة لبني قورح. مزمور ليوم السبت. و مزمور ٢ هو طلبة صباحية او للمساء (مز-3). مزمور منسوب لالة معينة كالعود والقيثارة او لنغمة معينة.
الكتابة والتاريخ:
مز74 كتب عن دمار الهيكل "لماذا رفضتنا يا الله إلى الأبد؟ لماذا يدخن غضبك على غنم مرعاك؟. أطلقوا النار في مقدسك. دنسوا للأرض مسكن اسمك.. قالوا في قلوبهم: «لنفنينهم معا!». أحرقوا كل معاهد الله في الأرض."
و 137 عن السبي ويمكننا ان نستخدم ما كتبوه ليطابق ظروفنا ونستلهم منه روح العبادة والتسبيح.
الكنيسة استخدت المزامير:
" متى اجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور، له تعليم، له لسان، له إعلان، له ترجمة. فليكن كل شيء للبنيان.. (١ كورنثوس ١٤: ٢٦). الا اننا يجب ان ننتبه الى انه عندما يتحدث المزمور عن الهاوية يجب ان نعرف اننا الان نعرف ما لم يكن يعلمه الكاتب انذاك.