الأربعاء، 11 أغسطس 2021

تذكار يوحنا الجندي العابد

قراءات يوم الاربعاء ٥ مسرى ، ١١ اغسطس تذكار القديس العابد يوحنا الحندي، وتقرأ فيه قراءات ٢٦ طوبة وهي الخاصة بتذكار ال ٤٩ شيوخ شيهيت، وذلك لانه شابه هؤلاء الاباء في عبادتهم.

مزمور عشية
(مز٣٢: ١١-٣٣: ١):
"افرحوا بالرب وابتهجوا يا أيها الصديقون. (المزامير ٣٢: ١١). ان فرح الصديقين مقدس طاهر يتوقف على حالتهم الروحية الداخلية أكثر مما يصادفونه في هذه الحياة الدنيا الزائلة.
".. بالمستقيمين يليق التسبيح.. (المزامير ٣٣: ١)
من الواضح أن هناك صلة لا تخفى بين العدد الأول في هذا المزمور وبين الأخير في المزمور السابق. ففي كليهما، يحث المرنم الأتقياء أن يبتهجوا بالرب. ولكن هذا المزمور يخبرنا لماذا يليق بالقدِّيسين أن يهتفوا للرب. وينبغي أن نلاحظ أنه لا يوجد ذكر هنا لأعداء ، ولا لاضطهاد أو ضيق. فالمشهد مشهد سلام.
تعود الكنيسة ثانية للمزمور السابق لنقتبس ع٧ بحسب القطمارس القبطي : ".. لهذا يصلي لك كل تقي في وقت يجدك فيه (اوان مستقيم). (المزامير ٣٢: ٦). ويهذا تكتمل ٤ مقاطع. الاثنين الاولين تسبيح الرب بدعوة كل الاتقياء للمشاركة في الفرح والتسبيح. والنصف الثاني يخبرنا عن عمل الله او اختبار المرنم برؤيته كل القديسين يبتهلون لله.

انجيل عشية
(مت١٠: ٣٤-٤٢):
"من لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يستحقني".

مزمور باكر
(مز٣٣: ١-٢١):
المقطع الاول يشابه مزمور العشية. والثاني "طوبى للأمة التي الرب إلهها، الشعب الذي اختاره ميراثا لنفسه.. (المزامير ٣٣: ١٢). إن تاريخ البشرية في جميع أدوارها هو تاريخ أعمال الرب فيها لأنه هو المدبر لكل شيء. يطوّب المرنم الأمة التي تختار الرب نصيبها وتخضع له وتمشي بأمره وتنتهي بنهيه. ويطوب الشعب المختار الذي جعله الله واسطة لنقل مشيئته لجميع البشرية.

انجيل باكر
(لو٦: ١٧-٢٣):
هذه العظة تمت في السهل وليس الجبل، كما انها شملت ويلات بعكس الواردة في مت٥-٧.
"طوباكم ايها المساكين بالروح..". اول الابواب الثمانية لدخول الملكوت هي حياة المسكنة الروحية.. 
"طوباكم أيُّها الجياع الآن لأنكم تشبعون". فالجوع هنا حرفي، ومن وصف الذين تبعوا المسيح يعني أن حالتهم كانت كحالة اتباع داود حين أُضطهد وطُرد كما سبق الكلام عنهم في أول هذا الإصحاح حين اضطرَّ التلاميذ بأن يقطفوا سنابل الحنطة لسدّ جوعهم.
«طوباكم أيها الباكون الآن». ليس بمعنى أن الحزن هو بحد ذاته بركة؛ لأنه ما من فائدة باقية وراء الدموع التي يذرفها اهل العالم. فالرب يسوع يتكلّم هنا عن الدموع التي تُسكب في التوبة، او المتالمين بحسب مشيئة الله "الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج"، او مشاركة الاخرين آلامهم.
‏نطق الرب بأربعة ويلات تصدق على جميع النَّاس العائشين للشهوات ولذَّاتهم في العالم الحاضر. ولكن ويلٌ لكم أيُّها الأغنياء لأنكم قد نلتم عزاءكم. ما اشقاهم! فعندهم السماء بعيدة والأرض قريبة فينسون الأولى ويتمسكون بالثانية يكثرون كل واحد على قدر إمكانهِ: الثروة، كأن إقامتهم في الأرض للأبد، ولكن ليس لهم إلاَّ سنون قليلة معدودة وبعد ذلك ينحدرون إلى التراب الذي أُخذوا منهُ أصلاً، ثم يأكُلْهم الدود. (انظر مزمور 49) على بطلان أتعاب الإنسان. وأما الرَّبِّ فينادي، بالويل للعائشين هكذا لأن ليس لهم ألاّ مقدار التعزية الذي يحصلون عليهِ مدة حياتهم الدنيا. 
البولس
(عب١٢: ٣-١٤):
"لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية".  حياة القديسين كانت حياة جهاد ضد الخطية. التأديب طريقة يستخدمها الله لتعليمنا. لاحظوا أن هناك ثلاثة مواقف يمكن أن نتخذها إزاء تأديب الرب لنا. فقد "نحتقر" او نزدري بذلك. ومن يفعل ذلك إنما يقسّي قلبه ضد الله ويرفض أن يتعلم الدروس التي خُصص التأديب لتعليمه إياها. "مَنْ تَصَلَّبَ عَلَيْهِ فَسَلِمَ؟" (أيوب 9: 4). من جهة أخرى، قد "يخور" او يضعف المرء تحت التأديب. هناك نفوس مخلوعة الفؤاد تفقد شجاعتها سريعا. والنوع الثالث هو التأديب "أَخِيراً يُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ لِلسَّلاَمِ". فهذا إذاً هو الموقف الثالث الذي لدينا نحو التأديب. إن تدربنا به، وأدنّا أنفسنا في حضرة الله، فإننا سنجد ثماراً غنية، البر والسلام.

الكاثوليكون
(١بط٤: ١٢-١٩):
"لا تستغربوا البلوى المحرقة..". فحياة القديسين كما انها فرح، لكنها فرح في التجارب. البلوى المحرقة أو الاضطهاد المر ليس أمراً غريباً بالنسبة للمؤمن. ويذكر الرسول هنا سبب الآلام وهو امتحانهم. 
والامتحان هو للفائدة، فبدون هذا لا يعرف احد ان كان راسبا ام ناجحا، ولا يعرف مستواه الروحي. يقول الرسول " لأنه بنار يستعلن، وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو. إن احترق عمل أحد فسيخسر، وأما هو فسيخلص، ولكن كما بنار.. (١ كورنثوس ٣: ١٥).
ايضا الامتحان للتزكية ، فيكافئ الناجحين "لكي تكون تزكية إيمانكم وهي أثمن من الذهب الفاني مع أنه يمتحن بالنار توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح". 

الابركسيس
(اع٨: ٣-١٣):
"فالذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة". فالضيق الذي حدث على المؤمنين بعد استشهاد استفانوس تحول الى شهادة للرب وانتشار لكلمته. 

مزمور القداس
(مز٣٤: ١٩-٢٠):
"كثيرة هي بلايا الصديق، ومن جميعها ينجيه الرب..". بلايا هي جمع "بلوى" التي ذكرها الرسول ودعانا لعدم التعجب اذا اصابنا منها شيئا. إن الصديق يصاب بمصائب جمة فهو عرضة لها كما الشرير أيضاً ولكن الفرق بين الاثنين هو أن الصديق ينجو منها جميعا بنعمة الله. إن حفظ الرب لا يتناول نفس الصديق فقط بل جسده أيضاً فهو يحفظ عظامه لأنها قوام جسمه كله. يحفظه كله فلا يصيبه أدنى ضرر حقيقي. ولا يحفظ جسده إجمالاً بل كل عضو فيه حتى كل عظمة بمفردها. فزيادة في التأكيد على عمل الله الكامل في حفظه لاولاده يتبعه قوله "يحفظ جميع عظامه. واحد منها لا ينكسر". 

انجيل القداس
(مت٤: ٢٣-٥: ١٦):
التطويبات الثمانية هي ابواب دخول الملكوت. وفي نهايتها تشبيهين رائعين لاولاد الله.
اولا، الملح:
الملح يشير للثبات. كانت وصية الله قديما "وكل قربان من تقادمك بالملح تملحه، ولا تخل تقدمتك من ملح عهد إلهك. على جميع قرابينك تقرب ملحا.. (اللاويين ٢: ١٣).
ثانيا، النور:
 إن من يُقر بأنه تابع للمسيح, ولكن يخفي نوره تحت المكيال- أي, يعتم شهادته بانشغاله الزائد بأمور هذه الحياة- لا يعطي انطباعاً صادقاً مفيداً لمجتمعه؛ أما من يعيش بمثابرةٍ وكلياً للمسيح فيشرق كسراج على منارة ويضيء على كل البيت. "فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ".
الملح ضروري كمخصب للتربة، ليس كل الاملاح، فتوجد بعض العناصر زيادنها ضار.
رأينا ان عمل يوحنا كجندي لم يمنعه ان يكون عالدبدا ايضا، ورغم انه تظاهر بانه يحارب المسبحيين امام الجنود الاخرين، الا انه كان يعمل لصالحهم. بالحقيقة كان القديس يوحنا ملحا للارض وتورا للعالم.