موضوع
هذا المزمور هو المشكلة المزمنة، مشكلة
التوفيق بين ما يحدث في العالم وبين صلاح
الله وقوته. وتظهر
علاقة هذا المزمور بالمزمور السابق في
طريقتين: الاحتجاج
الثلاثي (94: 3 و16
و20) يؤخذ
اساسا لسلطان الله الابدي (مز93)
والرغبة في تكرار
بعض العبارات خاصية للمزمورين.
وهذا المزمور يعبر
عن رد فعل الانسان الطبيعي لتأكيد الايمان
المذكور في مزامير 93 و95-100).
وهو تناقض بين
الواقعية القاسية وبين الثقة الاختيارية
الأكيدة، وكذكر بشذوذ الانسان الشيطاني،
داخل النظام الادبي الذي وضعه الله.
والمزمور ينقسن بعد
الكلبة في العددين الاولين الى 3
اقسام، يبدا كل منها
باستفهام او احتجاج.
مقدمة
(1-2):
يصاغ
الالتماس في كلمات قوية "يا
اله النقمات..". وهذا
لا يحمل معنى العداوة او الحقد لكنه صرخة
الثواب والعقاب (ار56:
56) حتى تنتهي مل
المظاهر الكاذبة وترتد الاعمال الاثيمة
على رؤوس فاعليها (اي4:
8 وهو8: 7
وغل6: 7) وهذا
لابد يصحبه الحمد الالهي. لهذا
يقول "اشرق"
اي اظهر نفسك (مز50:
2 و80: 1).
حتى
متى يشمت الاشرار (3-15):
يختص
هذا الجزء بالوقت الحاضر ويفصل في 3
نواح:
الوقائع
(4-7): فهم
يقولون الرب "لا
يلاحظ" قارن
مع مز10: 11 واي22:
13 وحز8: 12
واش29: 15
ومز139: 11 و12
ولو8: 17 و12:
2.
المبادئ
(8-11): ليس
عدم الادراك من جانب الله اتما ن جانبهم
(مز92:
6 و73: 22)
ونتبين 3
مبادئ:
-
ان الخالق لابد ان يكون اعظم من مخلوقاته (9)
-
ان الله يمارس سلكاه على الكل (10) اي انه اذا كانت الشعوب العادية تدرّب وتثقف للتمييز بين الحق والباطل (رو1: 18) فكم يكون الله بارا في توبيخاته؟
-
الله يعرف معرفة كاملة عدد افكار الانسان وماهيتها (مز139: 1-4 ويو2: 24 و1كو3: 20) لان الناس كلهم باطل اي نفخة مز39: 6).
ثانيا
- الاعتقادات
(12-15):
بعد
الناحيتين التاريخية والفلسفية تاتي
الناحية الدينية. تعلمه
من طبيعة الاعلان الالهي وذلك يمنح راحة
وسلام قلبي حتى تتم الدينونة الاخيرة على
الاشرار (13). فامانة
الله ناحية شعبه ثابتة (14). وستكون
الدينونة عادلة ويسير المستقيمون في اثر
طريق البر.
ثالثا
– من يناصرني ضد الشر (16-19):
ان
الاعتقاد بالتبرير النهائي للنظام الادبي،
لا يقدم سوى دفاع ضعي ضد الظلك الغاشم.
والتساؤل في عدد 16
هو الجواب الطبيعي
الذي يقدمه الرجل التقي المظلوم.
ان الجواب هو "الرب
معيني" وهذا
الجواب متضمن في الاعداد الثلاثة التالية.
ان التهديد الجسدي
الذي يقود الى موت غاشم وصمت القبر والخطر
النفسي اي خطر الانزلاق عن طريق الثقة في
عناية الله "اذا
قلت" هذا
الخطر لا يمنعه سوى رحمة الرب العاضدة
(18). لانه
عندما كانت الافكار القلقة او الشكوك
تجيش في اعماق نفسه كانت "نعزيات
الرب" تملا
القلب سلاما حقيقيا (19)
لكن
هل للاشرار ان يدعو ان الله حليفهم (20-23)؟
ان
شهادة النفس التقية تفيد بان الرب يسند
التقي في اوقات الضيق لم تؤثر في الحالة
الخارجية. ما
هي اذا علاقة الله بالاشرار؟ هل وجود
الاشرار في مركز السلطة "كرسي
القضاء (او
الادارة)" يتضمن
حكمة الهية؟ "المختلق
اثما على فريضة" اي
انهم يستخدمون فرائض شرعية ليظهروا الخطا
بمظهر الصواب.
كيف
يتسنى للمستقيمين ان يقبلوا بان يفرض
عليهم احتلال الاشرار مراكز السلطة؟
ولا
يقدم المرنم حلا، بل يكرر فقط النواحي
الثلاثة للموضع. فهو
يعلن وجود الظلم ثانيا، يشهد لعناية الرب
به شخصيا (22) مستعيضا
عن المبادئ الفلسفية المجردة في ع8-11
باختبار شخصي.
ثالثا، يؤكد اعتقاده
بقوة الله وبره وبالمجازات النهائية على
الاشرار في ع12-15.